الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية غيوم ومطر لداليا الكومي

انت في الصفحة 19 من 38 صفحات

موقع أيام نيوز


عمر لم يرسل لها القسيمة وهذا يتركها قانونيا زوجته شرعيا عمر طلقها ولا تحل له لكنها أمام القانون زوجته فلا توجد ورقة رسمية تؤكد انها مطلقة علي الرغم من انها تعلم جيدا انه مجرد تقصير من عمر في استخراج القسيمة ربما بسبب سفره هذا علي افتراض ان والدتها لم تخفيها عنها كى لا تؤلمها عندما تراها لكن مجرد
شعورها انها زوجته ولو بالاسم اثار لديها شعور رائع بالنشوه 

زوجة عمر فخري نجم ليتها زوجته بالفعل لكن تلك اللحظات القليلة من الصدمة كانت محفز رائع لهرمون السريتونين هرمون السعادة عاد للعمل بعد توقف سنوات تكاد تصل للعشرة صحيح انها لحظات فقط لكنها كانت رائعه  
طوال طريق عودتها تمسكت بالامل الضئيل فى أن يكون عمر لم يطلقها رسميا عند المأذون في الواقع لن يتغير من الامر شيئا لكنها ارادت الاحتفاظ بشعور انها تنتمى اليه لاطول وقت وعندما وصلت اخيرا لم تنتظر حتى تدخل بالكامل بل سألت والدتها التى فتحت لها الباب بلهفة قاټلة ماما فين قسيمة طلاقي  
سوميه رفعت يداها في علامه تدل علي الحيره ثم عادت لانزالها وعندما رفعتها مجددا قالت 
ما فيش قسيمة
اول مره في حياتها تري فريده سعيدة اما فريده فبعدما ابتعدت عنها قالت
خلاص يا ماما متشغليش بالك انا عارفه انا هعمل ايه 
نعم هى تعلم كلمة السر شريفه الآن فهمت طلب جدتها الغريب والصاډم عندما طلبت من عماد أن يخطبها من عمر انه كان يخطبها من زوجها تلك العجوز الخبيثة لم تكن تتصرف بعشوائية بل كانت تخطط وتدبر في البداية ظنت انها اخذت جانب عمر وارادت أن تذلها ولكنها في الواقع كانت تحرج عمر وتستفزه كى يتصرف كى يخرج عن صمته 
علي الرغم منها ضحكت فكيف كان موقف عمر عندما خطبت منه زوجته انها اول عروس يتم خطبتها من زوجها لا عجب في أن عمر كان مشدودا كوتر رقيق علي وشك التمزق يومها  
اه يا جده لقد تصرفتى كثعلب عجوز خبيث اجبرت عمر علي المواجهة ولكن يتبقي السؤال الاهم لماذا لم يطلقها عمر رسميا  
ودعت والدتها وغيرت اتجاهها لم تدخل من الباب بل هبطت مجددا في اتجاه منزل جدتها القديم 
منزل جدتها القديم المكون من غرف عدة في منطقه قديمة في وسط البلد اثار لديها الحنين مباشرة فور رؤيته ايام طفولتها كانت تقضى الكثير من الوقت في هذا المنزل العتيق بعد طلاقها جدتها سافرت للاقامة في كندا مع خالها وبعد عودتها يوم الزفاف في مفاجأة ساره رفضت العودة معه مجددا وقررت البقاء اما خالها فقد حضر إلي القاهره في سفرة قصيرة جدا لمجرد ايصال والدته ومن ثم غادر مجددا لحياته ولاسرته ولزوجته السوريه
وريما قررت الاقامه مع جدتها كى لا تتركها وحيدة وبمجرد أن فتحت لها ريما الباب علمت أن فريده مختلفة 
تجرأت اخيرا وسألتها السؤال الذى ينهش عقلها بلا رحمة الحماس الذى انتابها منذ ان علمت عن موضوع القسيمة غادرها الآن وعادت الي الاحتمال الواقعى الوحيد  
في لحظات مچنونة تمنت أن يكون عمر لم يطلقها رسميا لكنها الآن عادت إلي ارض الواقع بمجرد رؤية منزل جدتها الذى ذكرها بيوم طلاقها فهى لم تدخله من يومها ذكرها بفعلتها الدنيئة وسبب طلاق عمر لها فتناقصت احتمالات تناسي عمر لاستخراج وثيقة رسمية 
سألت جدتها علي استحياء وهى تتمنى ان تسمع ما تريد سألتها 
فين قسيمة طلاقي 
فريده تكاد تجزم انها رأت بريق عابث في عيون جدتها التى اجابتها ببساطة
ما فيش قسيمه 
اطرقت برأسها واجابتها 
ايوه عرفت لكن ليه 
الجده اجابتها 
عشان عمر مطلقكيش رسمى عند المأذون لحد النهارده
يا الله انها الاجابه التى تمنت سماعها انها
زوجته قانونيا إلي الآن بالطبع لن يشكل ذلك أي فارق في موقف عمر من جهتها لكنها شعرت بالسعادة ولا تدري لماذا فهى تسمى زوجته ولو علي الورق سألتها بلهفه 
ليه عمر مطلقنيش رسمى لحد النهارده  
اخر اجابة توقعت سماعها ربما توقعت أن تسمع انه لم يجد الوقت أو حتى انه
نسيها واسقطها من حساباته ولم تعد تشغل باله فلم ينتبه الي استكمال الاجراءات لكن الاجابة التى حصلت عليها كانت صادمه بدرجة مخيفة لم تتحملها وأتتها من من مصدر مختلف فالاجابة الصاډمة التى حصلت عليها قدمت من مصدر رجولي يتحدث من خلفها بتأن التفتت بسرعة 
ترددت كلماته في اذنيها وهو يقول بتحدى 
مافيش قسيمة لانى رديتك لعصمتى قبل ما العده تخلص بيوم ومصطفي وكريم اصحابي شهود علي كده 
الحلقة الثانية عشر 
رواية غيوم ومطر 
للكاتبة داليا الكومي 
12سجينة في انتقامه  
لا تعرف متى بالتحديد انسحبت جدتها وتركتهما بمفردهما لكنها كل ما وعت له جيدا كان تعجبها من انها كيف من لحظات قليلة كانت تري غرفة جدتها متسعة للغاية والآن تراها ضيقة كجحر جرذ صغير بعدما احتلها عمر بوجوده المفاجىء منذ متى وهو هنا  
بالتأكيد من قبلها فهى دخلت كطلقة المدفع ولم تعطى لنفسها فرصة لاستكشاف محيطها قبل دخولها لغرفة جدتها معرفتها انها ما زالت زوجته شرعا وليس قانونا فقط كانت فوق احتمالها وكادت أن تفقد الوعى ولكن صمته وعدم بوحه عن ذلك السر الرهيب طيلة اربعة سنوات حفز عقلها ومنعها من فقدان الوعى سألته وهى ترتعد 
ردتنى اجابها بجمود 
ايوه قبل ما العدة تخلص بيوم 
تماسكت وهى تسأله مجددا 
ليه  
كانت تريد سؤاله عن سبب صمته كل تلك السنوات انها الآن مرتبكة بشدة والأمور اصبحت معقدة تماما انها زوجته ولديه خطيبة محبة لماذا الآن فقط علمت هل عاد لتصحيح الأمور 
ربما عاد ليطوى صفحة الماضي ويبدأ حياة جديدة هل تملك الشجاعة والقوة كى تحاول استعادة حبه المفقود هل تستطيع جعله يحبها من جديد ارادت ان تسأله الكثير لكن حلقها اختنق بالعبرات فلم تستطيع مواصلة الكلام 
وعندها وجدت عمر يقول بإشمئزاز 
اوعى تفتكري عشان مطلقتكيش للنهارده انى بحبك او باقي عليكى يمكن ده كان حالي من 4 سنين يوم ما قررت اردك ورجعت من الامارات ندمان انى خسرتك ونويت انى اعوضك عن قسوتى عليكى لكن لما رجعت وشفت قذارتك بعيونى قررت انى اسيبك معلقة كده حتى حريتك خساره فيكى
لم تصدق ما كان يقوله متى عاد من الامارات لقد سافر بعد الطلاق مباشرة ولم يعد ابدا سوى يوم زفاف اسيل ارادت ان تسأله لكن كلمته رأيت قذارتك بعيونى ضړبتها حتى النخاع هناك خطب ما هذا ليس عمر الذي تعرفه انه الآن شخصا مختلفا حقود ممتلىء بالمراره ويتهمها بأبشع التهم بشاعة التهم جعلت فمها جاف للغاية ولسانها التصق في مكانه ولم تستطع النطق حتى بحرف واحد ارادت ان تفهم ارادت أن تعود فريده القديمة التى تهب لكرامتها لكن الفكرة البشعة التى تحتل فكر عمر شكلت حاجز منعها حتى من الدفاع عن نفسها ما اهمية تبرئة نفسها من تهمه مقتنع انها تستحق أن توصم بالقذارة بسببها فلمن اذن ستبريء لنفسها لا يهمها من العالم احدا سواه حتى وان نالت البراءة ولم يقتنع عمر فما اهمية تلك البراءة  
في الماضى كانت تتعصب وتصدر الاحكام المتسرعة بدون تفكير أما الآن فحتى حقها في الدفاع عن نفسها تخلت عنه بكامل ارادتها فما فائده تبرئة نفسها اذا كانت ستخسره في كل الاحوال  
سمعته يستطرد بقرف واضح  
برودك مقزز مش همك حتى انك تدافعى عن نفسك انا لما رجعت من الامارات كنت ناوى اعوضك ناوى افتح صفحه جديده الغلط كان متبادل بينا والشهور اللي قضتها بعيد خلتنى اهدى وافكر كويس لكن لما رجعت وشفتك معاه في الكافيه كان ممكن ارتكب چريمه واقټلك فعلا فكرت انى اقټلك لكن افتكرت انك بتتصرفي بحرية لانك معتقدة انك مطلقه خلصتى من هم تقيل وبدأتى تشوفي حياتك 
صوتها خرج ضعيف لا يشبه حتى صوتها بأي حال 
مش فاهمه انت رجعت امتى وشفتنى فين 
ابتسم بمرارة وقال 
خلاص يا فريده مش مهم
الماضى انتهى انا علقت الطلاق بس رغبه في اذلالك رغبه في التشفي فيكى لما تيجى لعندى تتمنى انى اطلقك واشوفك بتركعى ادامى وبتطلبي حريتك لكن الوقت اثبت انك منحوته من الصخر دميه مطاطيه ما فيهاش روح حتى حبيبك كنتى بتلعبي بيه وفي النهايه مبتفكريش غير في مصلحتك 
رددت باڼهيار  
حبيبي حبيبي عمر انت اټجننت رسمى انت بتقول ايه  
حبيبك اللي انتى كنتى بتحبيه من قبل الجواز ولا ده كمان نسيتيه ومكنش مناسب لفخامتك  
كل ما استاطعت قوله 
انت اكيد بتخرف او شارب حاجه حبيب ايه 
حبيبك الدكتور اللي انت بتحبيه من قبل الجواز وشفتك بعينى قاعده معاه في كافيه وانتى لسه في عدتك قالت بعدم تصديق 
عمر انت غلطان 
من شدة غضبه دفعها پعنف حتى ارتطمت
ساقيها بالفراش خلفها فهوت جالسة عليه من الالم قال بقرف 
كذابه لكن خلاص معدش يهمنى حتى انى اعاقبك انتي بتدوري علي القسيمه وهتاخدى واحده فريده انتى فريده 
صړخت ومنعته من اكمال ما كان سيقوله 
كفايه كفايه حرام عليك انا مش فاهمه أي حاجه انا معترفه انى غلطت في حقك كتير وهعيش علي امل انك تسامحنى في يوم من الايام لكن انت بتتهمنى بحاجات فظيعه  
كرر باستنكار 
اسامحك اسامحك لا يا فريده اسف مقدرش اسامحك عارفه ليه هزت رأسها بالنفي ودموعها تتطاير مع كل هزه 
ليه  
اجابها بصوت يقطر بالمرارة 
عشان كنت بحبك يا فريده بطريقه ما تتوصفش علي نفس مقدار حبي ليكى كان كرهى ليكى يا فريده احسبيها انتى بقي وهتعرفي 
بكت بصمت انها السبب في تحول عمر من محب حنون لاكبر عدو ملىء بالمرارة 
ةنظر اليها بسخريه وقال 
زمان كانت الدموع غاليه عندك اوى لكن ملاحظ انك الايام دى بتستخدميها بوفره يمكن دموع التماسيح اجابته باكية 
يمكن دموع الندم 
تنهد بحسرة وقال ندم هى اللي زيك عندها مشاعر عشان تعرف الندم 
يا الله عمر لن يستمع اليها ابدا انها لا تجنى سوى اذلال نفسها نصيحة اسيل كانت سيئة هى خسرته مند زمن والكلام لن يفيدها بشىء اكتفت من خفض رأسها أرضا انها لديها كبريائها ويكفي انها حاولت لكن القدر له تدابيره الخاصة 
قالت 
انا حقيقي مش فاهمه انت بتقول ايه حاولت افهم وفشلت انا كنت غبيه زمان وانت دلوقتى اغبي منى قافل عقلك وقلبك ومبتسمعش غير صوتك بس ارجع الامارات عيش حياتك واتجوز وانسانى زى ما
عملت لسنين
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 38 صفحات