رواية ليلة تغير فيها القدر ( الفصل 1033 إلى الفصل 1035 ) بقلم مجهول
انت في الصفحة 1 من 4 صفحات
اللهم إن الظالم مهما كان سلطانه لا يمتنع منك فسبحانك أنت مدركه أينما سلك، وقادر عليه أينما لجأ، فمعاذ المظلوم بك، وتوكّل المقهور عليك. اللهم أرغم أنفه، وعجّل حتفه، ولا تجعل له قوة إلاّ قصمتها، ولا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها، ولا قائمة علوّ إلاّ وضعتها، ولا ركنًا إلاّ وهنته، ولا سببًا إلاّ قطعته.
الفصل 1033
كان جسد حسين مغمورًا بأشعة الشمس في منتصف النهار. كان يتحدث إلى أحد كبار السن وكان هناك تعبير لطيف وناعم على وجهه.
في هذه اللحظة، أصيبت كارمن بالذهول. فعندما نظرت إلى ذلك الشخص الذي يمكن رؤيته كثيرًا في المنزل، وجدت صعوبة في تحيته على الرغم من كونه على بعد بضعة أقدام. كان الأمر كما لو أن حاجزًا غير مرئي قد ظهر بينهما ولم تستطع أن تجد الشجاعة للصعود إليه.
لقد بدا وكأنه بعيد المنال تمامًا، مثل الشمس في السماء.
رغم صغر سنه، إلا أن الجميع أعجبوا به بسبب إحساسه بالسلطة التي لم تكن مبنية على الڠضب أو الغطرسة.
في تلك اللحظة، كانت ناريمان والفتيات الأخريات يصبن بالجنون وكان كل زوج من العيون يحدق في حسينويخترقه حتى النخاع.
باستثناء كارمن، التي نظرت إليه بهدوء مع ابتسامة خفيفة في عينيها وكأنها كانت في رهبة.
ربما حتى مع لمسة من الغرور، حيث أن هذا الرجل، الذي كان من الصعب الوصول إليه في نظر الجميع، كان قد دعاها للتو لتناول وجبة قبل بضعة أيام؛ لا يزال بإمكانها رؤيته والتحدث معه طالما بقيت في مقر إقامة جلال.
لقد أدار حسين ظهره في البداية للفتيات المعجبات، ولكن بسبب تصرفات ناريمان والاخرون حسين أدار رأسه قليلاً ونظر نحوهم.
كان ينوي في البداية إلقاء نظرة فقط، لكنه لم يستطع أن يرفع عينيه عن الاتجاه. جذبت هيئة كارمن النحيلة وسط حشد الفتيات الصغيرات انتباهه. بشفتيها الحمراوين، أطلقت عليه ابتسامة خاڤتة.
"يا إلهي! السيد جلال ينظر إلي!!!" غطت مي فمها بسرور.
"من الواضح أنه ينظر إلي!" صړخت ناريمان پغضب.
"أعتقد أنه ينظر إليّ"، قالت شكرية وهي تمسك صدرها.
تفاجأت كارمن، ونظرت إلى الفتيات الثلاث المتحمسات وفكرت، هل من الضروري أن يتجادلن حول من ينظر إليه حسين؟
رفعت رأسها وحدقت مباشرة في عيني حسين اللتين سقطتا عليها. وعلى الرغم من المسافة بينهما، شعرت بقلبها ينبض بقوة بينما انحنت شفتاها في ابتسامة عريضة.
في هذه اللحظة سقطت ورقة على شعرها. بعد أن لاحظت ذلك، مدت كارمن يدها لټلمسها، لكن كرم، الذي كان يقف بجانبها، وصل إليها أولاً وأزالها لها برفق. ونتيجة لذلك، رفعت رأسها وردت بابتسامة امتنان.
لقد لفت هذا المشهد انتباه الرجل من مكان ليس ببعيد. أصبحت هالة الرجل النبيل والساحر في الأصل أكثر برودة عندما ألقى نظرة على كرم.
عندما نظر الصبي إلى نائب الرئيس، استقبله على الفور بنظرة مظلمة ومخيفة جعلته يرتجف. يا إلهي، ما هذا الشعور الغريب؟ لماذا ينظر إلي بهذه الطريقة؟ هل أسأت إليه؟
في تلك اللحظة، كان حسين على وشك المغادرة حيث ساعده مرؤوسوه في فتح باب السيارة قبل أن يميل الرجل ويصعد إلى السيارة. أخيرًا، تمكن من التحديق بصراحة