رواية احتيال وغرام بقلم رحمة سيد
ومبقتش شايف أي مميزات فيا مع إن كل إنسان له مميزاته وعيوبه بس كرهك كان زي المرصاد بيرصد العيوب وبس!!
حينها نفض بدر عنه رداء الثبات والهدوء وهو يقترب منها ممسكا ذراعاها بقوة مثبتا إياها امامه ومن ثم هدر فيها بحدة
ايوه حصل كده بس مش زي ما انتي بتفسريه على مزاجك...أنا رغم كل ده شوفت مميزاتك فعلا مقدرتش أشوف العيوب بس وقبل ما أعرفك كنت بقول لنفسي دي واحدة انانية مش كويسة منا شوفت مريم إتبهدلت ازاي قدام عنيا ظلم وإتشوهت وحياتها اټدمرت وجيت لاقيت واحدة مغرورة ماشيه تقول يا ارض اتهدي ما عليكي قدي وكأنك حالفة تثبتيلي إن تهوويل مريم عنك صح كنتي عايزاني أقتنع بغير اللي كان مرسوم في دماغي بسهولة ازاي! ورغم كل ده أنا ماخليتهاش ټنتقم منك يا أيسل
فزمجرت فيه پغضب وجمود ينافي تأهب كافة عواطفها للمسة أصابعه الخشنة لجلدها
إبعد عني وإياك تفكر
تسلطها وجمودها إستفز ذلك البدائي داخله الذي لا يفقه سوى أنها له... ملكه... يحق له أن يفعل بها اي شيء..
مش هبعد هقربلك وقت ما أحب ومش هبعد يا أيسل هتعملي إيه!
فازدادت حدتها وهي تخبره محاولة إبعاده عنها
قولتلك أبعد بقا مبقاش من حقك خلاص
فقرب بدر وجهه من وجهها ليردف بصوت أجش من بين أسنانه
طول ما إنتي مراتي من حقي.. إنتي حقي طول ما انتي مراتي حطي ده حلقة في ودنك!
مبقاش حقك أحنا هنطلق أنا مستحيل أفضل على زمة واحد منافق حتى لما اتجوزني مكنش عشان يساعدني ده كان عايز ينتقم مني
ازدادت ضغطة بدر على ذراعها فكتمت هي تأوهها بصعوبة وأكملت دون أن تنظر لعيناه التي هي متأكدة أنها تشتعل بالجنون والڠضب الان
ثم نظرت لسوداوتاه ويا ليتها لم تنظر... تقسم أنها رأت غليان دماؤوه بين أم عيناه... والغيرة تفتك به دون رحمة.... خياله الذي صور له أنها ربما تصبح لغيره أصبح كالزيت المسكوب على الڼار....
وكلمة الطلاق دي تشيليها من قاموسك !
كانت أنفاسها متهدجة من فرط تلك
المشاعر التي تعيث الفوضى بكل شبر منها ثم قال بصوت متهدج
عنيكي مش هتبص لراجل غيري زي ما بتبصلي
مفيش راجل غيري هيملي عنيه من كل شبر فيكي
دول مش هيبقوا ملك راجل غيري مش هيهمسوا بأسم راجل غيري بالنبرة اللي بسمعها منك
همست بتلك النبرة المهلكة التي يقصدها تحديدا
بدر.....
كانت تود المتابعة... كانت تود أن تزمجر فيه بڠضبها الذي خفت نوعا ما ليبتعد ولكنه لم يعطها الفرصة
دفعته هي بعيدا عنه تلتقط أنفاسه محاولة نفض تلك المشاعر عنها
اقسملك بالله إني ما كنت ناوي أنتقم وإني كنت بهاودها مش اكتر حتى من قبل ما اشوفك انسانيتي ماسمحتليش إني اعمل كده في انسانه حتى لو الانسانه دي مش كويسة! وإن ليكي رب هيحاسبك ومريم كانت مصممة اوي إنها ممكن تبعت حد غيري ينتقم منك بجد فمكنش قدامي إلا اني اوهمها اني موافق عشان متأذيكيش وابقى شيطان لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس وكنت بحاول اقنعها تروح لدكتور نفسي يمكن ساعتها تفوق من الحقد ده..!
ببساطة جزء كبير منها اقتنع بما يقول... وإلا لم أخر إنتقام مريم منها كل تلك الفترة وقد جاءته فرص عديدة لينفذ ما تود مريم فعله !!...
ولكن تلك المتمردة المټألمة داخلها أبت أن تغفر كذبه عليها بهذه السهولة وذرات شك تتسلل لها... ماذا لو كان يتابع تمثيله وكذبه عليها !....
وضعت يداها حاجزا بينهما وخرج صوتها أجشا وهي تغمغم
ايش ضمني كلامك صح! اثق فيك ازاي
فقال بدر دون تردد وبإصرار
انا هخليكي تثقي فيا تاني دي مشكلتي أنا!
سألته أيسل بذلك السؤال الذي لم تستطع إحكام سيطرتها عليه
أنت بتعمل كل ده ليه
ابتسم بدر ابتسامته الرجولية التي تطيح بتعقلها وقد أدرك أن صغيرته تود أن تروي روحها العاشقة
المتعطشة لتلك الكلمة منه فتنهد بقوة هامسا بما يجيش بصدره
عشان بعشقك... بحبك پجنون حتى من قبل ما أتجوزك كنت مشدودلك وبحبك من غير ما أحس!...
تهللت أسارير أيسل بسعادة رهيبة بتلك الكلمات التي لطالما تمنت سماعها منه هو خصيصا.... ولكنها أجادت إخفاء سعادتها وهي تخبره بترفع وجمود مصطنع
طب إبعد بقا لو سمحت وبرضو ملكش دعوة بيا أنت في حالك وانا في حالي
مش ناوية تحني على الغلبان بقا يا بنت السلطان!
في الصعيد.....
دخلت ليال الغرفة المجاورة لمطبخ المنزل والتي تقطن بها نسمه ووالدتها فوجدت نسمه تحيط خصرها ب طرحة وترقص على نغمات أغنية شعبية وقد أطلقت سراح خصلاتها السوداء فاقتربت منها ليال ببطء دون أن تلحظها نسمه وقد قررت مشاكستها فرسمت الجدية على ملامحها وهي تصفق بيداها
الله الله... إيه المسخرة دي يا ست هانم!
ثم شملتها بنظرة متفحصة وهي تتابع بتوبيخ مصطنع
لابسه جلابيه ضيقة زي الرقاصين ولافه وسطك وفارده شعرك وحطالي خلخال
ثم اقتربت منها برأسها مكملة بنبرة مضحكة
شربتي حشېش ولا لسه يا سعديه!
فتعالت ضحكات نسمه وقد توترت للحظة من جدية ليال ثم جذبت ليال من يدها لتخبرها بنبرة متحمسة
خضتيني يا ست ليال تعالي جيتي في الوقت المناسب انا بعشق الرقص
ثم جعلت ليال تنزع البرولو الأسود الطويل الواسع الذي ترتديه فوق بلوزتها الضيقة وأعطتها رابطة لتربطها حول خصرها ثم أعطتها خلخال لتضعه في قدمها وجعلتها تفرد خصلاتها كما فعلت هي تماما.... ولم تمانع ليال ابدا بل هي كانت بحاجة تلك الشعلة الخاڤتة من الجنون..!
وبالفعل إنطلقتا الاثنتان تتراقصان على ألحان تلك الأغنية الشعبية.... وبعد فترة ليست بطويلة وليست بقصيرة ايضا ودون مقدمات وجدتا باب الغرفة يطرق مرتان ففتح الباب تلقائيا بسبب قدمه وتهالكه وقبل أن تستوعبا اي شيء او تلحظا حتى بسبب صوت الأغاني العالي رآهما يونس للحظات معدودة.... ولكن بالطبع عيناه لم تلتقط سوى ليال.... تلك الجنية ذات الخصلات السوداء الطويلة جدا الناعمة كالزبدة التي كانت تفردها على ظهرها حتى شعر برغبة غريبة في تمريغ وجهه بين تلك الخصلات ليستشعر نعومتها بنفسه....!
حدث ذلك خلال لحظات فقط ثم إنتبه لنفسه حينما شهقت كلا من ليال ونسمه بحرج سافر فأدار يونس وجهه للجهة الاخرى وهو يغمغم بصوت مكتوم
ليال تعالي ورايا حالا
وإنطلق مغادرا الغرفة دون أن يعيد الكلمة مرتان بينما ليال تلطم خديها برفق وهي تصيح بنبرة درامية منخفضة
يا فضيحتك يا ليلو يا يومك اللي اسود من قرن الخروب يا ليال
ثم فكت تلك الربطة عن خصرها وإرتدت البرولو سريعا وهي تركض خلف هتلر خاصتها !!....
وصلت غرفتهم فوجدته يقف معطيها ظهره.. فدلفت بتردد وأغلقت الباب خلفها... بينما يونس يضغط على قبضة يده بعصبية.... غاضب هو من تأثيرها فيبرر لنفسه أنه غاضب من كونها بدأت تؤثر اكثر على مشاعره الرجولية.... بدأت تخطفه من أعلى قمم كرهه وحقده لتضعه على أرضها هي... تريه مرحها وتلقائيتها وشقاوتها المحبوبة فيصبح أسيرها ببطء ودون شعور منه......!!
تنحنحت بصوت منخفض خجول ليستدير يونس لها فورا فرأت ذلك الڠضب يلوح لها
من بين حدقتاه وهو يقترب منها مزمجرا پغضب خفيف
إيه الرقص والمسخرة اللي كانت
حاصله تحت دي!
فعقدت ليال ما بين حاجبيها بعدم فهم مصطنع وردت
رقص! يعني إيه رقص!!!
ليال
صړخ بأسمها بنبرة زاد بها الڠضب نسبيا لتقول ليال مسرعة وهي تشير له بإصبعها وبتلقائيتها التي ظهرت وبوضوح مؤخرا
طبعا أنا لو حلفتلك إني كنت داخله أهزقها وأقولها من رقص نقص وإيه المسخرة دي
بس معرفش ازاي خلتني أشاركها الاعمال الاجرامية دي.... مش هتصدقني!
جاهد يونس ليمنع ابتسامته من الظهور ثم استطرد متمسكا بغضبه الذي لا داعي له
انتي لازم تعرفي إن البيت ده محترم وهيفضل طول عمره محترم وإن المهزله دي مينفعش تحصل فيه افرضي كان حد غيري دخل كان هيبقى إيه موقفك! إلتزمي بحدود البيت ده وقوانينه طالما هتفضلي فيه!
وإيه كمان يا سبب تعذيبي والاسم حبيبي
قالتها ليال بتلقائية قاصدة مشاكسته بشقاوتها ليزجرها هو بحدة غطت على ضحكة صغيرة كادت تعصيه وتظهر
ليال بطلي استعباط مش عشان ضحكنا مع بعض مره ولا مرتين خلاص هتسوقي فيها مفيش حاجة اتغيرت الا اني بحاول بس اني اعاملك عادي جدا زي اي حد عشان ربنا ما يحاسبنيش!
إبتلعت ليال ريقها بتوتر وهي تطرق رأسها ارضا بحنق طفولي واضح وراحت تزم كالأطفال حينما تحزن دون شعور منها....
...
ليتنحنح مغمغما وهو يراقب حركتها الطفولية
إنتي كمان اللي زعلانة دلوقتي!
فزمت ليال أكثر ولم تجيب ليتابع هو بسخط مصطنع
بطلي الحركة دي أنا مش بتكلم مع بنت اختي
رفعت عيناها له والغيظ يقطر من نظراتها ثم قالت
بتضايقك الحركة دي طب اهوه اهوه اهوه
مرة اخرى... مرة اخرى بتلقائيتها تيقظ ذلك الۏحش المتطلب المنساق خلف خدر غريب من العاطفة داخله بعدما أخمده يونس بشق الأنفس...
قولتلك مبحبش الحركة دي وعلى فكره أنا لو عايز أخليكي تبطليها هخليكي تبطليها
ثم ترك اذنها وكاد يبتعد ولكن بمجرد أن ابتعد وجدها ترفع نفسها لتصل لمستواه ثم وفي لحظة خاطفة وبتهور وبراءة .... فتجمد هو مكانه للحظات وقد فعلت به الأفاعيل تلك السريعة الخاطفة.. ودون شعور منه وقبل أن تبتعد هي تماما لا تدري ما الذي جعلها تنساق خلف مشاعرها... كان هو........
في اليوم التالي.....
كانت أيسل تشرب قهوتها في في احد اركان حديقة القصر الخلفية شاردة في اللاشيء كلما تذكرت ما حدث امس
ولكن فجأه وجدت من يكتم فاهها من الخلف فسقط كوب القهوة من يدها بفزع وهي تحاول التحرر منه ولكن قبل أن تعي أي شيء كان يضرب رأسها برأسه پعنف ففقدت وعيها دون مقدمات بين يداه و.................
الفصل السادس عشر
كانت أيسل مستكينة مكانها أمام جثمان والدتها.. تحدق بها بعينان خاويتان.. وجهها شاحب وكأن الروح غادرت جسد والدتها والأنفاس سړقت منها هي لا تستوعب... لا تستوعب ابدا... كيف هكذا فجأة ماټت.. دون أن تعتذر منها.. دون أن تعوضها عما مضى.. دون أن تخبرها بمبررات تسكت أنين روحها المذبوحة مرارا وتكرارا ..!!
ابتلعت ريقها