السبت 23 نوفمبر 2024

احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات

موقع أيام نيوز

كسره حينما قال 
_فين ماما 
تجاهله ياسين عمدا ثم أشار للنادل بيده فأتى وهو يردد 
_تحت أمرك يا فندم. 
اشار باصبعه على الطاولة فعلم ما يوده لذا أسرع بمعاونة زملائه باخلاء الطاولة من أطباق الطعام والمشروبات عاد الصمت يفرد سيطرته عليهم ولكن تلك المرة بترقب لسماع فاخفينا وجوههم بحرج انفلت عن وجوههم حينما أعاد الورقات داخلها من جديد بقرار عدم الافصاح عن سرهم وكأنه يؤكد لهن بأنه يساندهن وليس ضدهن استند بجذعيه على الطاولة واستمتع بلحظة تأمله البطيء الذي يزرع القلق في نفوس الشباب ليختم سطور صمته القاټل حينما
تحرك لسانه لينطق عما يود قوله 
_اللعبة اللي اختارتوها مسلية بس للأسف مفهاش إثارة! 
وحينما أشار بأصبعه لمن يقف على بعد مسافة منه هرول السائق إليه ثم وضع من أمامه ملفين قد أتى بهما من السيارة تعمد ياسين أن يدفعهما بقوة على الطاولة لتصل للمقعد الذي يعتليه ابنه فتفحص الملفين وهو يتساءل بدهشة 
_ده أيه 
تركه يفتحهما على مهل ثم قال والمكر يتراقص بين حدقتيه 
_زي ما أنت شايف صفقتين مهمين جدا لشركتنا.. ويهمني أننا ناخدهم الاتنين. 
مال ياسين وعمر برأسهما تجاه الملف الذي يحمله عدي الجالس بالمنتصف فانعقد حاجب ياسين بذهول اتبع قوله المندهش 
_بس يا عمي الصفقتين بينافسوا بعض أكيد المناقصة هترسى على عرض واحد من الاتنين! 
واكمل عمر على حديث ابن عمه
_وبالتالي صفقة واحدة منهم اللي هتم فيهم فازاي حضرتك بتقول ناخد الاتنين لشركتنا!! 
مازالت عينيه تراقب من يتطلع له بصمت وكأنه يحاول استكشاف ما يود أبيه صنعه تلك المرة وأتاه صدق ما يشرد إليه عقله حينما قال ياسين ومازالت عينيه تتعمق بالتطلع للأخير 
_ازاي دي بتاعت ولي العهد اللي اختار مكاني في الادارة.. ولازم يكون أد منصبه ويحل أي مشكلة ممكن تواجه المقر زي ما انا كنت هعمل بالظبط.. والإ مش هيكون جدير بالمنصب ده ولا أيه 
اړتعب الجميع من خوض عدي حربا ضد ياسين الچارحي من جديد فامتعضت الوجوه حينما أجابه بكبريائه اللعېن الذي لم يتخلى عنه أبدا 
_اعتبر الصفقتين تبعة لشركات الچارحي. 
ووضع الملفين على الطاولة ثم أخذ يراقب ردة فعل أبيه حينما يكرر سؤاله على مسمعه مجددا 
_هي ماما مرجعتش مع حضرتك! 
مال ياسين بمقعده جانبا وبحركة فزعت الجميع جذب أحد المقاعد المصفوفة على طاولة فارغة من خلفه ثم وضعه قريبا من مقعده وهو يشير لعدي بأن يعتليه فعلم بأنه يود الحديث معه دون أن يستمع إليهما أحدا فنهض واتجه للمقعد القريب من أباه للغاية جلس وهو يراقب ما سيقوله فمنحه ياسين بسمة خبيثة ختمها بقوله الساخر 
_شايفك قلقان على مراتي وهي معايا المفروض قلق تحديك ليا هو اللي يسيطر عليك ومن بعده الخۏف من اللي جاي لانك لو خسړت الصفقين دول مكانك جوه 
_والتعود ده بقى مسيطر عليك حتى وأنت شايف شخص متدني عينه زاغت على والدتك وأنت واقف وراضي عن كلامه الحقېر ده. 
رمش بعينيه بتوتر من معرفته بما حدث بالمشفى حينما مرضت آية على طريق سفارها مع عدي لشراء بعض المستلزمات فاسترسل ياسين حديثه بتوعد مهلك 
_أنت دلوقتي بتواجه عقاپي... زي ما ناله الحقېر ده.
احتدت نظراته تجاهه فجذب ياسين عصيره ثم ارتشفه على مهل وهو يجيبه ببرود 
_مش كل العواقب بتكون برفع الأيد يا حضرة الظابط.. في قرصة ودن بتعلم من غير ما ټأذي الجسم.
وغمز بعينيه بمكر 
_وأنت أكتر واحد فاهم الكلام ده ولا أيه! 
اشټعل الڠضب بداخله لاستهزاء أبيه الصريح على انفعالاته بالتعامل وكأنه يذكره بالفرق الصارخ بينهما يقارن هدوئه وحرفيته بحل الأمور بتهوره الشرس فليس كل عقاپ يشمله العڼف الجسدي ربما لدغة صغيرة تمس عمله أو معاتبه مديره لما يفعله الطبيب مع مرضاه من مغازلة غير مرضية بالمرة وخاصة لشخص مثل ياسين الچارحي كانت كافية عاد لينتصب بجلسته بشموخ فقال بجمود سيطر عليه فجأة وصوت مسموع للجميع 
_وجودي هنا النهاردة بالرغم من سفري عشان أكدلكم أني حتى لو بعيد فأنا أقدر أكفي بواجباتي كويس والمرادي مجاليش شكوة واحدة.. سبق وقولتلكم اللي هيزعل بنت من بناتي هحول حياته لچحيم واللي بيحصل ده لازم يتحطله حد.. 
ابتلع رائد ريقه بصعوبة بالغة بينما عبث جاسم بالمناديل الورقية من أمامه اما حازم فكاد بالسقوط أسفل الطاولة من فرط انحناءة جسده للأسفل أما أحمد فقال بابتسامة هادئة 
_وجودك بينا يا عمي هو اللي حلى القعدة دي.. حتى لو جاي عشان تنصف البنات مش مهم المهم ان حضرتك رجعت. 
رغما عنه ارتسمت بسمة صغيرة على وجهه الجامد فأحمد بمثابة ابن حقيقي له فقال بمحبة اتبعت نبرته الدافئة 
_أنا راجع تاني يا أحمد.. بس حبيت أبين للاساتذة اني موجود حتى لو كنت بعيد! 
ارتبك الشباب في وجوده بينما رفعت الفتيات رؤؤسهم بتفاخر بوجود حليفهم القوي والسند الذي لا يستهان به وكأنهن أتين بمن نصفهم على الظلم القابع عليهن كالطفل الصغير الذي تعرض لعقۏبة وظلم طائل فلجأ لوالده الذي لم يخيب ظنه فعاد لمن تسبب له بالأڈى متبخترا لاتباع أبيه له وحرصه على رد العقۏبة لمن فعل أذيته بابنه الصغير!! 
عاد صوت ياسين يزلزل مسمع الجميع من جديد حينما أضاف 
_ الزوجة عمرها ما كانت مطالبة انها تكون خدامة ومربية للاولاد عشان تيجوا انتوا وتهينوا بناتي على أخر الزمن.. مفيش أكتر من الخدم بالقصر وكان بإمكاني اجيب للاولاد مربية بس أنا مش حابب ده.. زي ما أنا مش عايز الشغل ياخدكم عن اولادكم عشان تقدروا تزرعوا فيهم اللي ربناكم عليه مش عايزكم كمان تقصروا مع زوجاتكم.. لان الاتنين زي بعض.. علاقتك مع ابنك مش هتكون قوية وفي اضطرابات ومشاكل بينك وبين مراتك ياريت نفهم ده كويس. 
وبهدوء استرسل 
_أظن كلامي اتفهم كويس 
وحينما لم يأتيه رد اعتراضي عما قال.. هز رأسه وهو يردد 
_عظيم.. ودلوقتي حابب أكون مع بنتي شوية. 
تفهم الجميع طلبه الخاص فبدأ الحضور بالإنسحاب للخارج وحينما وجد من يتبعهم قال ومازالت عينيه على ابنته 
_استنا أنت بره يا ياسين. 
استدار تجاهه وهو يهز رأسه في طاعة 
_حاضر يا عمي. 
واتبع الجميع للخارج فنهضت مليكة عن مقعدها البعيد عن أباها ثم جلست على مقعد عدي القريب منه فقالت بحماس وفرحة جعلت وجهها يشع بها 
_مش مصدقة أن حضرتك جيت هنا النهاردة أنا لسه مكلماك امبارح! 
رفع يده ليحتضن وجهها بين يده واليد الأخرى تعدل من حجابها الذي تراجع بفوضوية للخلف وقال بابتسامة ظهرت أسنانه 
_قولتلك اني هكون جنبك وهقرص ودن اللي زعلك حتى لو كنت في أخر الدنيا.. اللي يمس بنتي الوحيدة يمسني أنا شخصيا. 
أدمعت عينيها تأثرا 
_وبعدين أنا بعيد عنك فين أنا مش بكلمك كل يوم! 
هزت رأسها بتأكيد فعاد ليخبرها بمميزات ما يفعل لأجلها 
_حد في اخواتك كلهم بيعرف يتواصل معايا غيرك 
هزت رأسها بالنفي فابتسم وهو يخبرها 
_عشان تعرفي أن مفيش حد في غلاوتك عندي.. ياسين الچارحي معندوش غير بنت واحدة وممكن يهد الدنيا عشان دمعة واحدة من عنيها ولا أيه 
ابعد الدموع بأصبعه عن عينيها فابتسمت بفرحة اتنقلت اليه فقال وهو يشير لها بخبث 
_يلا نهد الدنيا مع بعض! 
فشلت بفهم المغزى من حديثه الغامض فلم تعي بما يقول الا حينما وجدته
يشير لياسين الذي يترقب اشارة منه من خلف الباب الزجاجي التابع للمطعم فما أن وجده يشير له حتى ولج للداخل وأسرع إليه وهو يردد باحترام 
_تحت أمرك يا عمي. 
أشار بعينيه تجاه المقعد الذي يقابل مليكة 
_اقعد. 
انصاع لأمره وجلس على الفور فتعمق تجاهه بنظرة مطولة اتبعها نبرته الخشنة 
_كل أب في الدنيا أناني في حب أولاده وأنا كمان بالرغم من إني بعتبركم كلكم أولادي بس ڠصب عني عندي الأنانية دي.. اكتفيت باللي عملته مع ولاد عمك لكن معاك أنت لأ! 
ازدرد ريقه بتوتر وخاصة حينما استرسل حديثه الغامض الذي يتخلله المرح بالرغم من حدته 
_بنتي لو اشتكتلي منك تاني يا ياسين مش هحارب عدي بس سامعني! 
اتنقلت نظراته لزوجته التي اعتلى وجهها الخۏف بالرغم من أنها من دفعت لكل ذلك فبدأت ملامحها بالارتخاء حينما قال أبيها 
_أنا مش راضي عن تصرفاتك كلها يا ياسين وخصوصا باللي بتعمله أنت وأحمد بالمقر. 
اندهش من معرفته بالأمر ففجأه ياسين مجددا 
_اوعى تكون فاكرني مش عارف باللي بيحصل جوه شركاتي أنا سايبك كل المدة دي عشان تراجع نفسك وتفوق ومن واجبي لما ألقيك اتماديت أفوقك انا. 
وأشار له بحدة وتعصب طال نبرته المنفعلة 
_سبق وجيت على نفسك وبيتك وبنتي وعشان كده نقلت عدي وعمر للمقر وبعد اللي عملته ده لسه مصمم تبذل مجهود يفوق طاقتك وكل ده ليه فهمني! 
واسترسل باستهزاء وعينيه تتابع الفراغ 
_كنت فاكر أن وجود البيه هيفرق بس الظاهر إني كنت غلطان لأنه زاد من أحماله عليك وعلى أحمد! 
أجابهياسين بهدوء 
_صدقني يا عمي عدي بيبذل مجهود كبير عشان يكون أد المنصب ده لو حضرتك شوفت هو بيدرس أيه أو مهتم يوصل لايه هتقدر تفهم إن آآ.. 
استوقفه عن الحديث عن أمره 
_أنا اللي عايزك تفهم إن سعادة بنتي مرتبطة بيك يا ياسين وأنا مش هسمحلك تحرمها من أبسط حقوقها... كلامي انتهى هنا ومش هيتفتح تاني اتمنى تكون استوعبته وفهمته. 
نهض حينما وجده ينهض عن مقعده فلحقت به مليكة وهي تتساءل بلهفة 
_حضرتك هتسافر تاني 
استدار ياسين تجاهها وقد انقشع قناع الصلابة والجمود عن وجهه فمنحها ابتسامة هادئة وهو يخبرها 
_لازم يا حبيبتي.. أنا سبت ماما في اليخت لوحدها بتمنى انها متقلقش من نومتها غير بكره الصبح والا حالة الړعب اللي هتكون فيها مستحيل هسامح نفسي عليها. 
راقبته وهو يغادر والابتسامة مرسومة على وجهها السابح في بحر من الهيام لم تفق منه الا على صوت زوجها المتساءل 
_مش هنمشي ولا هنقضي الليل هنا! 
حاوطها الغيظ ليبدد كل تلك القلوب المنعكسة من عينيها وهي تراقب أبيها يغادر لسيارته الخاصة فصاحت بانفعال ساخر 
_الناس اللي بتفهم بالرومانسية مقضين ليلتهم على يخت في عرض البحر وإنت بتقولي هنقضيه بالمطعم.. مفيش فرق عمرك ما هتتعلم. 
مرر يده بين خصلات 
_براڤو يا عمري.. ودلوقتي بينا نرجع البيت عشان عندنا حساب لازم نصفيه مع بعض في جو رايق. 
ابتلعت ريقها الجاف بتوتر جلي اتبع اشارتها الصارمة له 
_متفكرش إن عشان بابا رجع إن ماليش حد.. تليفون صغير وهتلاقي عدي وعمر في انتظارنا بالبيت. 
تعالت ضحكاته الرجولية الساحرة فصمد بعد محاولات مستمية وهو يخبرها 
_لما تحبي تتحامي في حد مش هتلاقي غير حضڼي تتحامي فيه حتى لو كان مني ولا نسيتي! 
كلماته زرعت بداخلها عاطفة قذفتها لموج من الرغبة به وخاصة حينما داعب ذقنها بحركة دائرية نفذت لداخلها وجدت ذاتها تنصاع ليده التي تقربها منه شعرت وكأن العالم ينتهي عند تلك النقطة التي انهت من خلفها الجدال والمعارك الزوجية التي ربما لا نهاية لها عند النساء هرولت المشاعر لتلاحق تبعيتها بعشق ولوهلة توقف

انت في الصفحة 7 من 10 صفحات