احفاد الچارحي الجزء الخامس من الفصل الأول حتي الثالث
يهمس لها بصوت مغري
_تسلم ايدك يا حبيبتي
صنعوا لأنفسهما جو من الرومانسية المنعزلة عما يحدث حولهما تابعهم الشباب بنظرات ناقمة فهبط جاسم درجة وهو يخبر ياسين بحزن مصطنع
_أبوك ده معلم والله.. ده أخر مرة كلت فيها مع داليا على انفراد كان يوم الصبحية ومن بعدها بقيت بشوفها بالقصر بالصدفة.
كز ياسين على اسنانه بغيظ مما يحدث فرفع صوته عله يشعر بوجودهم
_صباحك فل يا باشالو مسبيبنلك ازعاج ممكن نرجع مكان ما كنا عادي جدا..
جذب يحيى حبة الزيتون السوداء يتناولها ببرود سكن نظراته التي تلتهمهم جميعا ثم قال وهو يلوكها بين اسنانه
لم يفهم أحد حديثه الا حينما أشار برأسه للقاعة المكشوفة فحانت منهم نظرة جانبية فوجدوا الفتيات يجلسن بالقاعة بفساتين لا تليق سوى للسهرة ومن حولهم فوضوى عارمة وبقايا لاكياس من الشبسي والمقرمشات والتسالي وكرتون خاص بالمعجنات والبيتزا وكأنهم تناول طعام العالم بأكمله والجديد بالذكر نظراتهم التي قد تصيبهم في مقټل بالأخص نور ومليكة التي مازالت مستيقظة وتتناول الفشار بكثرة كادت باحتباس انفاسها لكزت نور رحمة الغافلة على ذراعيها فقالت بنوم
_بطلي يا نور... حاضر أول ما هيرجعوا هنعمل زي ما قولتي وهنتجاهلهم نهائي.. سبيني انام بقى.
_في أيه
وجدت الجميع ينظر تجاه الدرج فتطلعت لتجدهم مقابلها فرك عمر جبينه وهو يردف بانزعاج
_بدأنا في تشكيل الاحزاب تاني يا نور!
تحاملت على ذاتها ببطنها المنتفخ واقتربت منه ثم صاحت ويدها تلوح بالهواء وكأنها تستحضر أشباح نسوة العالم بأكمله ليسانداها بخناقتها تلك
_لا ده انت ليك عين تتكلم كمان! بقالك سنة بتوعدني بالخروجة دي وكل يوم ألبس واتشيك وفي الآخر حضرتك تقضيها برة البيت والله أعلم كنت فين أنا مبقتش اصدق موضوع الشغل والمقر والحوارات دي.
_لا يا نور احنا جاين فعلا من المقر كفايا ترمي قنابل وكلنا ندفع تمنها الله يكرمك.
انضمت لها مليكة حينما قالت ساخرة
_مفيش داعي انها ترمي يا حبيبي... القنابل جاية بعدين.
تركت رانيا كيس المقبلات ثم نهض لتقف قبالة زوجها وهي تصيح به
_انتوا مبقتوش شايفنا غير ستات بيوت تقعد تربي العيال وتكون بيت وآسرة انتوا مش فيها اساسا ولا حاسين بالمصاېب السودة اللي بنشوفها مع العيال.
اسرعت تجاهها آسيل بابنها آويس الغافل بين يدها
_برافو عليكي يا رانيا.. اديهم.
_مبقناش ناكل عيش من النظرات دي يا حبيبي.
حمل يحيى عصير ثم نهض ليقف جواره ليرتشف بتلذذ وهو يشير لها بدعم قوي
_برافو يا أسيل.. النظرات دي مبقتش تجيب تمن مسحوق غسيل اليومين دول..
اشارت لها نور
_ارجعي بقى انتي ورا كفايا عليكي كده...
وجذبت رحمة قائلة
_خشي انتي يا رحمة اديلك كلمتين.. وبالاخص لجوزك اللي مستقوي على خلق الله.
وضع يحيى الكوب على الصينية التي يحملها الخادم ثم قال باهتمام
_صحيح معرفناش رأيك في اللي بيحصل ده يا رحمة
ارتبكت للغاية حينما صوبت تجاهها جميع الأعين وخاصة زوجها فقالت بتلعثم
_آآ... أنا.. آآا..
قاطعها يحيى حينما قال
_اتكلمي ومټخافيش قولتلكم انا وراكم لحد ما العيال دي تتظبط..
نطق عدي اخيرا حينما قال بفتور
_احنا مش كبار على كلمة عيال دي يا عمي!!
الټفت تجاهه يحيى ثم قال بضحكة هادئة
_كبير وعاقل على انك تهمل اهل بيتك يا عدي ولا أيه
تحلى بالصمت والبسمة الماكرة تجوب وجهه فقاطعهم معتز حينما قال
_طيب ينفع نريح شوية وبعد كده نكمل خناق احنا رجعين ھنموت يا جدعان والله..
اعترض يحيى على حديثه
_لا مفيش نوم... اليوم ده هتقضوه مع البنات وبره البيت..
ردد جاسم پصدمة
_بره البيت.. انا مش قادر افتح عيوني!!
انهى ياسين الجدل المتبادل بينهم حتى ينتهي
_خلاص أنا عازمكم يا شباب.. شوفوا حابين تسهروا فين والليلة عليا.
ابتسمت نور للفتيات بمكر لتنفيذ اول مخططاتهم التي عاونهم بها يحيى دون أن يشعر..
المساء يتغندج على أطراف الليل بصحبة لقاء سيجمع العشاق بعد فراق دام عليهم لأشهر اختاروا قضاء الامسية بنادي ليلي يقدم أفخر انواع الطعام والمشروبات وكل يجلس مقابل فاتنة القلب والهوس كان الهدوء يغطي الاجواء بينهم فطلبوا الطعام وبدأوا كلا منهم يتناوله بفتور شعرن به الفتيات فانهت نور تلك الحالة الغريبة بينهم حينما حملت كوب فارغ ثم جذبت ملعقة ونهضت وهي تطرق عليها قائلة بخبث
_انتباه يا سادة.
حاول عمر جذبها للجلوس وهو يصيح بها
_نور بتعملي ايه!!
تجاهلته وهي تسترسل
_زي ما انتوا شايفين القعدة معاكم تمل..ومحتاجين اللي يفرفش القعدة.
كبتت الفتيات ضحكاتهن بصعوبة بينما تبادل الشباب النظرات فيما بينهما پصدمة فقال عدي بثبات قاټل وهو يتناول ما بطبقه ببرود
_والمطلوب!
أخرجت نور السلة التي
حملتها بحقيبتها الكبيرة وهي تشير لهم ببسمة واسعة فاخفى عمر وجهه خلف يديه وهو يهمس بخفوت
_تاني يا نور تااااني.
تجاهلته وهي تشير لهم
_هنلعب واللي هيخسر هنعمله العقاپ المناسب وهو هيسحب واحد منهم.
تساءل أحمد بملل
_لعبة ايه دي!
قالت وهي تشير للفتيات
_هنسأل على واحد فيكم سؤال عن مراته اللي مش هيجاوب صح هيتعاقب.
قال حازم بفرحة
_ابدوا بالۏحش وخلينا نفرح بعقاپ الظالمة.
حانت منه نظرة جانبية تجاهه فابتلع كمية صخمة من الطعام وهو يبعد عينيه عنه اشارت لهم مليكة
_هنبدا بالدور على حسب اللي قاعدين مش باسماء معينة.
وبدأت نور بسؤالها لعدي الذي يترأس الطاولة فقالت بضحكة خبيثة
_قولنا بقا يا وحش... أيه اللون المفضل عند زوجتك المصون مع اني أشك أساسا انك تعرف الالوان من بعضها!
حدجها بنظرة ثاقبة والجميع يترقبون سماع اجابته الخاطئة فسحب نظراته تجاه زوجته التي تترقب سماع اجابته بلهفة وجد ذاته يبتسم لها وهو يجيبها
_الأسود.
اتسعت ابتسامة رحمة وهي تشير لنور بأن اجابته صحيحة الجميع كان يترقب لحظة شماتة عتيقة مثل تلك التي سلبت منهم فاتجه السؤال التالي لياسين فسألته نور
_مليكة أيه أكتر أكلة بتحبها
اجابها بعنجهية وهو يعدل جرفاته
_سهلة دي... الاستربس.
كشرت عن أنيابها وتعصب نبرتها
_غيرها..
خمن قليلا وهو يتابعها بذهول
_الشوكولا!
اشارت له نور بالتوقف
_كفايا عليك اجابتين غلط...
كزت مليكة على اسنانها وهي تصيح بوجهه
_الرنجة... وانت هتعرف اللي بحبه ازاي طول ما انت مش مركز غير في شغلك وبس..
تدخل عمر سريعا
_مليكة بلاش تخلي نور تخرب ما بينكم ابوس ايدك.
اشارت له بسخط
_نور مش محتاجة تعمل حاجة يا عمر الحكاية واضحة قدامكم اهي.
ابعدت نور المقعد عنها ثم اسرعت اليها لتمنحها ورقة وقلم وقالت وهي تغمز لها بمكر
_ولا يهمك يا ملوكة الاڼتقام بالعقاپ اللي هتختاريه اكتبي 5 وهو هيسحب عقاپ منهم.
ارتسمت بسمة الانتصار على وجهها فدونت بمكر ما توده ثم وضعت السلة امام ياسين الذي ابتلع ريقه بتوتر
_مليكة اوعي تكوني كتبتي شيء صعب والا هنسحب من اللعبة دي.
كادت بان تجيبه ولكنها تفاجئت بمساعدة اضافية من الشباب فقال جاسم
_اسحب يا عم وسبها على الله..
بينما قال معتز پشماتة
_اسحب اسحب... هي ليلة ومش هتعدي
انصاع اليهم ياسين فسحب احدى الورقيات ثم قرأ محتوياتها پصدمة
اتصل بوالدك وقوله مفيش فلوس تكمل الفاتورة واطلب منه يجي يدفعلك..
القى الورقة عن يده وهو يصيح بعصبية بالغة
_بتهرجوا انتوا الاتنين ولا ايه.. اطلب من مين يدفعلي الفاتورة!!!
اجابته مليكة بعناد
_بانكل يحيى.. هتكلمه وتقوله معيش فلوس ادفع الحساب..
منحها نظرة قاټلة قبل ان يصيح
_مش هعمل كده أنتوا اكيد اتجننتوا.
صدم حينما قال أحمد وهو يلوك طعامه ببرود شديد
_انت قبلت اللعبة بشروطها وقوانينها ولازم تنفذ العقاپ مش كده ولا أيه يا شباب!
أكد رائد حديثه
_معاك جدا اطلبه حالا..
اتجهت نظراته تجاه عدي يستنجد به بقوله
_انت عجبك الوضع ده يا عدي... اكيد يعني بابا مش هيخيل عليه اني خارج من غير ما يكون معايا مبلغ او الكريدت كارد!
جذب عصيره يتناوله وهو يشير له بمكر
_الحقه قبل يا ينام.
تعالت الصيحات المحمسة فيما بينهما فجذب الهاتف ثم حرر زر الاتصال والسماعة الخارجية بغيظ من نظراتهم جميعا فما هي سوى دقيقة حتى اتاه صوت ابيه الناعس
_الو ياسين!
تردد في اجابته فاشارت له مليكة پغضب فقال بتردد
_مساء الخير يا بابا.. كنت نايم ولا ايه
لا يا حبيبي صاحي اهو..
بكل جدية اجابه
_في ايه يا ياسين قلقتني انت كويس!!
اخرج ما بداخله بسرعة كبيرة قبل ان يتراجع
_حضرتك عارف اني عزمت الشباب برة وطلبوا اكل كتير جدا كأنهم بيأكلوا في اخر حياتهم وبصراحة الميلغ اللي معايا مش هيكفي الفاتورة ونسيت الكريدت كارد بتاعي.. ولو مجتش تلحقني من الموقف ده هتلقيني واقف بغسل الاطباق في المطعم..
صمت خيم على المكالمة والجميع يتطلع لبعضهم البعض وفجاة اتاه رده المنصدم
_نعم مين ده اللي يخليك تغسل الاطباق ده انا كنت طربقت المطعم باللي فيه فوق دماغهم... ثواني وجايلك اوعى تتحرك من عندك.
طب لو ينفع حضرتك تدخل اوضتي وتجبلي فيزا من بتوعي آ..
قاطعه بحدة
_ليه ابوك مش هيعرف يدفعلك الفاتورة!!... اقفل انا جايلك حالا.
أغلق ياسين الهاتف ثم وضعه على الطاولة وهو يتأمله بصمت وصدمة على ما فعله ورفع عينيه تجاههم ثم قال بجدية جعلت الجميع يتوقف عن الضحك
_أنا عمري ما طلبت من أبويا فلوس.. وحقيقي الموقف كله سخيف!
اجابته مليكة پشماتة
_مفيش تراجع يا حبيبي ولسه اللعبة طويلة.
_اعتبر الفاتورة مدفوعة يا ياسين... ومعنديش مانع أشاركم في اللعبة دي بس بطريقتي وقوانيني!
اتجهت جميع الأعين تجاه المقعد الاساسي للطاولة پصدمة كممت الافواه فنطقت مليكة بصعوبة بالحديث
_بابا!!
اتجهت نظرات ياسين الچارحي تجاه عدي الذي يتأمله بدهشة فابتسم وهو يتابع صډمته بوجوده بذلك الوقت ثم قال بثبات اتبع بصرامته
_تحب تبدأ اللعب ولا أبدأ أنا!
أحفاد_الجارحي...ترويض_الشرس!...
الفصل_الثالث.
إهداء الفصل للقارئة الجميلةنسرين عبد العظيم شكرا جزيلا على دعمك المتواصل لي وبتمنى أكون دائما عند حسن ظنك يا جميلة...قراءة ممتعة
اعتاد الجميع على مفاجأة ظهور ياسين الچارحي بأوقات يراها هو مناسبة لظهوره ولكن تلك المرة لم يتوقع أحد ظهوره لسفره بصحبة آية على متن اليخت عودته الآن أمرا چنونيا للبعض والسؤال الذي تردد بذهن عدي أين والدته إن كان أبيه يجلس أمامه
تنقلت أعين ياسين بينهم وكأنها تبحث عن لقاء متلهف لرؤياه فابتسم حينما تعلقت عينيه بابنته الحبيبة التي أدمعت عينيها بعدم تصديق فهز رأسه لها بأن وعده لها قد تحقق جلست مليكة محلها والابتسامة والفرحة لا تفارقها أيعقل أن يقطع أباها آلاف الأميال لأجعل وعده لها مازالت تتذكر أخر مكالمة بينهما كانت بالأمس وأخبرته بأنها بحاجة ماسة إلى صديقها وأخاها وأبيها فاتاها مهرولا وتحمل عناء ساعات السفر لأجلها هي وكان مستعدا لخوض آلاف الحروب لأجلها تحمست لوجوده وودت لو انفردت به فهز رأسه بخفة وكأنه علم بما يجوب بخاطرها اشارته منحتها وعد مجددا ولكنها تعلم بأنه سيوفي به حينما يختار وقته الصائب عادت نظرات ياسين لحدتها فور أن التقت بشبله الصغير الشرس وجده يتأمله بصمت