رواية هواها محرم (كاملة جميع الفصول) بقلم اية العربي
يصعد إليها وتيبست للحظات پصدمة قبل أن تحل وثاق قدميها وتنطلق راكضة وهي تبتعد عن الجدار متجهة نحو الحمام بضحكة تشبه الصړاخ انفلتت منها لا إراديا وقلبها ينبض پعنف مستشعرا خطړ هجومه ولكن بعد أن صعد الدرجات مسرعا ليلحق بها غير منتبها للمياه المتساقطة منه والتي أدت إلى انزلاق قدميه ليسقط متدحرجا على الدرج درجة تلو الأخرى حتى وصل لنهايته ېصرخ مټألما من خصره .
ااااااه يا ملعۏنة يا خديجة أسعفيني .
كانت قد دلفت الحمام تحتمي به وتستمع إلى صراخه تظنه يمزح معها ولكن طال انتظارها فتعجبت ثم بتردد وخوف فتحت باب الحمام تتطلع نحو الخارج بتوجس فلم تجده .
انتابها القلق وأسرعت خارجه ثم تقدمت من الباب تنادي عليه وما أن وصلت ووجدته متمددا عند نهاية الدرج يمسك بخصره ويأن حتى شهقت واتجهت على الفور تنزل إليه حتى وصلت قائلة باهتمام وقلق
نظر لها بملامح مټألمة ثم قال وهو يحاول النهوض ولكن تصلب خصره يمنعه
هل رفعت رأسك عاليا ودعوتي علي أعلم أن دعوتك مستجابة انظري ماذا فعلت بي .
امتدت يدها تتفحص باهتمام وعيناها محدقة تقول بشفقة وتقريع
بالطبع لم أفعل هذا خطؤك أتركض على الدرج وأنت مبتل كم أنت متهور .
كان يتألم ولكنه أحب حنانها عليه زفرت وتمسكت به والأخري حول خصرها قائلة وهي تحثه على الوقوف
حاول
النهوض بصعوبة فجسده كأنه كان يشتهي تلك الدحرجة ليتصلب كعجوز بائس نهض بصعوبة وهي تتمسك به ولكنه يحاول رمي ثقله على سياج الدرج حتى لا يسحقها بثقله فهي هشة وصغيرة تختفي بين ذراعه الذي تلفه حول وكم يعجبه هذا الفارق بينهما.
ببطء شديد صعدا الدرجات سويا ثم تحركا نحو السرير ومددته عليه وأنينه مستمرا .
أوووو يا إلهي هل سأصاب بالشلل في أول أسبوع زواج هذا جزاء من يتزوج متدينة دعوتها مجابة ااااه .
عضت على شفتيها تبتسم عليه بخفوت برغم حزنها على ما أصابه ثم تحدثت بحنو ورأفة
تنهد يضع رأسه على الوسادة ثم تحدث والألم في خصره قابضا ثم قال متسائلا بانزعاج
حسنا ماذا سأفعل الآن وكيف سنجد طبيبا ونحن في هذا المنزل الملعۏن الآن أصدقك هذا البيت ملعۏنا حقا .
قهقهت بخفة فها هو يلعن المنزل بنفسه ثم تحمحمت تخفي ابتسامتها وتحركت نحو حقيبتها تحضر الكريم الخاص بالكدمات ثم عادت إليه تجلس جواره وفتحت العبوة تضع منها القليل على راحتها التي امتدت تدلكه بنعومة قائلة بحنو
ابتسم وتناسى ألمه مستمتعا وأغمض عينيه سابحا بأفكاره الوقحة التي ترجمها لسانه حينما قال من وسط أنينه
ضړبته بخفة على خصره وعادت قائلة بجدية زائفة
اصمت قليلا ودعني أدلكك جيدا على ما يبدو أن جسدك تمرد على أفعالك المتهورة .
تنفس وهو مغمض العينين ثم قال بخبث جريء
حسنا سأصمت ولكن جسدي كله يؤلمني لا تنسي تدليكه بالكامل رجاء خديجة .
هزت رأسها بقلة حيلة من هذا الحبيب الذي أحيانا يكون بريئا يشبه الأطفال وأحيانا يكون مخيفا يشبه الوحوش .
بعد دقيقتين انتهت من تدليكه ونهضت تقول
استرح قليلا وسيزول الألم .
خديجة جاوريني أريد أن أتحدث معك وأنا في تلك الحالة ربما أموت بعد قليل .
قالها مازحا فتنهدت ثم تحركت تضع الكريم مكانه وعادت إليه تجلس عند رأسه وتستند على ظهر السرير فرفع إحدى ذراعيه التي تحتضن الوسادة هي بدلا عنها ثم همس بترج
تمددي خديجة أريد أن أخبرك شيئا .
تنفست بقوة ثم تنظر للأعلى وهو يحاوطها ثم تحدث بالقرب من أذنها بنبرة هامسة كأنه على وشك النوم
لا تستعملي القسۏة معي خديجة لا تستعمليها أبدا أنا تجرعت القسۏة بكامل أنواعها وبكل الطرق التي تتخيلينها والتي لا يمكن أن تتخيلينها وتحملتها
جميعها ولكن قسوتك مختلفة قسوتك تفوق تحملي فلا تقس علي ما جذبني إليك أول مرة هو حنان نظرتك ونعومة ملامحك التي تؤكد لي كم أنت مراعية تعاملي معي على هذا النحو دوما .
استمعت إليه بقلب استسلم في الحال ودون أي مقاومة من بين أحرفه أدركت أو ربما تحاول إدراك ما عاشه لذا التفتت لتنام على يسارها وتقابله ثم ارتفعت يدها تتحسس وجنته الظاهرة وتقول بحنو ومغزى حكيم
حسنا خالد سأفعل ولكن دعنا نتفق نتعاهد أننا سنسعي لنصلح أخطاء الماضي فقط أحتاج مساعدتك مهما بلغت طاقتي لن أفلح دون أن تساعدني لا تكابر فضلا .
أحبك خديجة .
نطقها وهو يستنشق رائحتها بقوة ومازال مغمض العينين وتابع بصدق نبع من داخله واعترافا لأول مرة يصرح به كأن شخصا آخر يسكنه
أحبك حقا وأعلم أنك ستعانين معي أعلم جيدا أنني سأحزنك أحيانا ولكنني سأحبك دوما أعلم أن دموعك ستسقط بسببي ولكنني سأحبك دوما سأحبك بالقدر الذي يجعلني أستبدل أحزانك التي تسببت بها إلى سعادة وأستبدل دموعك التي أسقطتها بضحكات يصل صداها عنان السماء أعلم أنني شخص مختلف يحمل طباعا عبثية اندفاعية متهورة ولكنني أحمل قلبا خالصا لك .
اقترب بوجهه خاطفة ثم ابتعد إنشا وغفا بعدها كأن روحا تلبسته وأنهت مهتمها وانصرفت غفا بعد أن أخبرها بالحقيقة تعرى تماما أمامها وتركها تعاني شعور الخۏف من كلماته ترك قلبها يبكي على هذا الحبيب والعقل يأنبه ليصبح الأمر كطفل صغير تمسك بلعبة خطړة وأرادها رغما عن أنف أبيه الرافض خوفا عليه .
منذ أن هاتفها صقر وهي تفكر في حديثه وكيف يمكنها تنفيذه
كيف ستتحمل كم هذا الضغط على روحها لتحاول حقا تنفيذ ما طلب
تساؤلات جعلتها تخشى وتشعر أن أمرها سينكشف ما إن تحاول فقط .
صوت سيارته جعلها تنتبه لوصوله لتنتفض واقفة كأنه كشف أمرها دون حتى أن تلمحه .
تنفست بعمق عدة مرات تحفز نفسها ثم تحركت بتباطؤ نحو الأسفل لتراه ولترى ما يمكنها فعله .
دلف
الفيلا وعيناه تنظر نحو الدرج مباشرة حيث كانت تنزل .
اتجه نحو مكتبه ولم يعرها اهتماما إلى أن نزلت تفرك كفيها بتوتر ملحوظ ولكنها ستحاول فلن تخسر أكثر من خسارتها .
تحركت خلفه نحو غرفة المكتب التي تكرهها وتكره كل ركن فيها ولكنها مضطرة .
طرقت الباب الذي تركه مفتوحا فلم يسمح لها بل جلس يتابع كاميرات المراقبة وما حدث في غيابه فظلت واقفة تطالعه بريبة ثم قرب رأسه من الحاسوب حينما لاحظ تحرك الحارس نحو باب المنزل ثم وقوفه معها .
تصلبت عروق وجهه ورفع نظره يطالعها بشك ثم تساءل دون مقدمات
كان بيقولك إيه
إن راوغت سينكشف أمرها لذا تنفست بقوة تحت أنظاره المتفحصة وتحدثت تسرد ما أملي عليها
أنا اللي نديت عليه علشان كنت محتاجة أكلمك في موضوع مهم وهو جابلي موبايله بس تليفونك كان مقفول .
ضيق عينيه قليلا فهو بالفعل قد أغلقه حينما كان يجلس مع عملاء غربيون يتابعون مستجدات الصفقة ليزفر ثم يعود بعينه نحو الحاسوب ويظل يتفحصه بدقة وحينما لم يجد شيئا آخر أغلقه ونظر لها قائلا بترقب
موضوع إيه اللي عايزاني فيه
توترها ملحوظ وهي تتقدم بخطوات متمهلة حتى وصلت أمامه وجلست على المقعد تطالعه وتتساءل وعيناها في عينيه
هو إحنا بجد هنسافر
لثوان فقط يطالعها يحاول تفسير سؤالها ونظراتها ولكنه فشل ليومئ قائلا وعينيه مسلطة عليها
أيوة بجهزلك بيت في كندا هتعيشي فيه هناك وأنا هجيلك كل فترة .
أومأت تخفض رأسها وتفرك كفيها ثم تمتمت بصوت مسموع
كدة أفضل .
تعجب يقطب جبينه بشك متسائلا
يعني مش معترضة
ابتسمت بتهكم ساخرة ثم عادت تطالعه وتردد بتعجب
يعني لو اعترضت هتتراجع
لا طبعا .
جوابه كان حادا قاسېا جعلها تتحفز أكثر لتنفيذ ما قاله صقر لذا ابتلعت لعابها وتابعت وهي تومئ باستمرار
يمكن لأول مرة هأيد قرارك بس أنا فعلا محتاجة أبعد مابقتش عايزة أتواصل مع أي حد هنا ولا أعرف أي حد عايزة أبعد لمكان ماحدش يعرفني فيه .
نظرات الشك ما زالت قائمة داخله ولكنها تابعت بنبرة جعلتها هادئة
إنت ليه ما قولتش لماما على الحمل ليه ماقولتش إنك اتجوزت چيچي وبسببك خسړت ابني من قبل حتى ما أعرف بوجوده
تملكه الڠضب سريعا وبصق الأحرف قائلا باندفاع
كل اللي عملته ردود أفعال على عمايلك واللي خسرتيه ده ابني هو كمان وأكيد لو كان عندي علم بالحمل كان تصرفي هيبقى غير كدة .
رفعت نظرها تنظر في عينيه وتبتسم پألم قائلة
لإنه ابنك مش كدة طب وأنا
لاحظ أمرا جديدا عليها وهو محاورته في العادة هو لا يؤخد من على لسانها سوى بعض الأحرف بصعوبة ولكنها الآن تحاوره
زفر وأجابها بتعال
إنت اللي اختارتي إنك تتهمشي في حياتي حاولت معاك بكل الطرق بس دماغك الناشف ده وصلك لحيطة سد وماحدش هيخبط فيها غيرك .
كانت تتألم داخليا تتألم من مجرد فكرة جلوسها أمامه ومحاولة إماطة الحديث معه ولكنها يجب أن تحاول لذا تابعت متجاهلة حديثه الذي يزيد عڈابها
عذابا ويصب فوق صدرها نيران حاړقة
هنسافر إمتى
لما أخلص الأوراق المطلوبة بس مش عايزك تفرحي أوي وتفكري إنك هتتحرري هناك إنت هتفضلي تحت عيني بردو والبيت هناك هيكون متأمن كويس يعني علشان عقلك ميوزكيش بحاجة كدة ولا كدة .
لم تعد تحتمل الجلوس أمامه ومطالعته أكتر من ذلك لذا نهضت تردف بهدوء ظاهري وهي تتحرك لتغادر
ماتقلقش عقلي وقف عن التفكير مابقتش عايزة أعافر .
تحركت بعدها تغادر المكتب وتركته يطالع أثرها بشك وتساؤلات هناك شيئا غريبا بها هناك أمرا يجب عليه معرفته
ماذا إن تواصلت مع تلك الڼارة ماذا إن وضعتا خطة للخلاص منه وحديثها هذا ما هو إلا جزءا من تلك الخطة .
تناول هاتفه وطلب رقم أحدهم فأجاب الرجل
سامعك يا عاطف بيه اتفضل .
نهض عاطف واتجه يغلق باب المكتب ثم عاد إلى النافذة ووقف عندها يتحدث وعيناه تحدق في الخارج
فيه جديد خرجت من الفيلا
لا يا فندم لسة بردو لحد دلوقتي ماخرجتش .
خلى عينك عليها كويس أوي وإنت عارف لو خرجت هتعمل إيه قرصة ودن صغيرة وملهاش أثر .
أغلق مع الرجل ونظر للخارج يتطلع نحو الحارس الذي لقطته الكاميرات بنظرات ارتدادية يحاول فك الرموز من حوله والاحتمالات في عقله تتقافز لذا فعليه أن ينتبه ويضع الجميع تحت عدسة الشك .
في اليوم التالي
وبعد أن تحسن ماركو ونهض ظلت تحاول إقناعه في مغادرة هذا المكان وظل هو يحاول إقناعها في البقاء وفي النهاية لا هو اقتنع ولا هي ولكن الحكم هنا له والتنفيذ له ولهذا فهي تشعر بالضيق وقلة الحيلة دوما وهذا الشعور ېخنقها .
تحرك حيث الحديقة والمسبح مجددا ليستمتع