رواية فارس كامله بقلم مجهول
بين الجميع وقال بصوت عالى
ودلوقتى جه وقت الامتحان
وده للكل ها
نظر له الجميع بتساؤل فقال
انا هسأل سؤال واحد ولازم الكل يجاوب عليه
بدأت الابتسامات تعلو الوجوه وبلال يقول
هو سؤال واحد ... كل واحد فيكوا أتجوز ليييييه
نظر له الجميع وبدأوا بالضحك فاشار لهم أن يصمتوا وقال
مبهزرش انا عاوز أجابة
ايه يا عم ده.. بنتجوز علشان نتجوز
بنتجوز علشان نخلف ويبقى عندنا عيال
بنتجوز علشان أهالينا يرتاحوا
بنتجوز علشان أمهاتنا دعوا علينا فى ساعة عصارى
ضحك الجميع من أجابات بعضهم البعض فتوجه بلال إلى فارس وأخذ بيده يوقفه وقال
وانت بقى يا عريس بتتجوز ليه
أبتسم بلال وقال
علشان أفتح بيت مسلم وأخلف عيال أربيهم تربية صحيحة.. أنفع بيهم الدنيا والدين من الأنسانة اللى اخترها قلبى
دى أجابه نموذجية يا جماعة
ثم نظر إلى والد مهرة وقال متعجبا
ينفع بقى البنت اللى اخترها قلبه تبقى قاعدة جوا وهو قاعد مع الشنابات دى
ضحك الجميع مرة أخرى ونهض والد مهرة مبتسما وهو يقول
طب استنى لما ادخل اشوف الطريق
دخل والد مهرة وطرق على الباب فخرجت له أم يحيى فقال لها
ابتسمت ودخلت على الفور وقالت بصوت مرتفع
يالا البسوا يا بنات العريس عاوز يدخل
أحتقن وجه مهرة وهى تبحث عن ملابس أو حجاب أو أى شىء
فضحكت عزة وهى تقول لها
يابنتى ده خلاص بقى جوزك يا هبلة
أرتدت النساء ملابسها ووضعت عبير نقابها على وجهها وقبلت مهرة وانصرفت .. بدأت النساء فى الأنصراف ونهض فارس ليدخل لحبيبة قلبه ليراها لأول مرة دون محاذر أو قيود أو خجل ولكن تأتى الرياح دائما بما لا تشتهى السفن .. دخل والد عمرو وأخيه محمود وهو يهتف موجها حديثه لفارس
حدق به فارس وابتلع ريقه وهو يصيح به
أتقبض عليه يعنى ايه و ليه
صاح والد عمرو وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة
وهو جاى فى السكة طلعت حملة تفتش السوبر جيت ولقوا فى شنطته حتة آثار فرعونى
تمتم فارس بذهول
آثار فرعونى !!
الفصل الحادى والثلاثون
فارس عمرو وربت على ظهره مطمئنا وأجلسه وجلس بجانبه
متخافش يا عمرو إن شاء الله هتطلع منها.. أحكيلى كل حاجة حصلت معاك وازاى حتة الآثار دى دخلت شنطتك !
أستند عمرو برأسه بين كفيه وهو يهزها نفيا قائلا بإنهيار
مش عارف يا فارس مش عارف
ثم رفع رأسه إليه وقد بدا فى عينيه الرجاء وهو يقول
أنت مصدقنى يا فارس مش كده .. أنت مصدق انى ماليش دعوه بالحاجات دى ولا اعرفها
مصدقك طبعا يا عمرو .. أنت صاحبى واخويا وأنا عارفك كويس .. بس براحة كده علشان
نفهم ازاى ده حصل .. أحكيلى كل حاجة .. فى حد فى شغلك مضايق منك ولا بيكرهك
عمرو كفيه فى بعضهما البعض وهو يقول
انا دماغى متشتته يا فارس مش عارف أجمع أى حاجة ..أنا علاقتى بزمايلى فى الشغل علاقة كويسة أوى ..
ثم تنبه فجأة وهو يقول بإضطراب
يمكن بس واحد هو اللى كان بيكرهنى فى الأول بس من فترة كده بقى كويس معايا خالص وبقينا اصحاب
عقد فارس بين حاجبيه وقال مكررا
مين ده وكان بيكرهك ليه وبقى كويس معاك من أمتى بالظبط
مسح عمرو وجهه بيديه بقوة نافضا عن نفسه التشتت الذى يشعر به وقال
بص يا فارس أنا هحكيلك كل حاجة بس الكلام ده يبقى بينا وبين بعض علشان الكلام مايوصلش لمراتى بأى حال من الاحوال ..
أومأ
فارس برأسه وهو يشعر أن المشكلة أكبرمما كان يظن .. مال عمرو للأمام مستندا على قدميه وبدأ يقص على فارس ما حدث له فى هذه الشركة منذ أول لحظة وطأت قدمه فيها وحتى هذه اللحظة كان فارس يستمع إليه مشدوها مما يقول .. كيف تكون المهندسة إلهام بهذه الأخلاق وهى أخت الدكتور حمدى !!.. الرجل الذى مبادئه غير قابلة للمساومة أو التجزئة .. ماهذه العائلة الغريبة التى تحيط بالدكتور حمدى ألايكفى فى عائلته شخص مثل باسم ابن خالته لتصبح إلهام أخته أيضا بهذا الأنحدار الأخلاقى الذميم .!
أنتهى عمرو من سرد قصته على فارس الذى تمتم بحيرة
سبحان الملك ..
سيدنا نوح كان نبى
وابنه كان كافر وسيدنا ابراهيم كان نبى وابوه كان مشرك بالله يبقى المفروض مستغربش من اللى بسمعه ده ..
ثم نظر إلى عمرو بريبة وهو يقول
علشان كده اهتمت أنها تطلعك بسرعة أنت لوحدك وقالتلك أن دنيا هى اللى قدمت البلاغ ضدنا مش كده
قرأ عمرو الشك فى عينيى فارس فقال مدافعا عن نفسه
متفهمنيش غلط يا فارس .. أنا متجاوبتش معاها أبدا فى أى حاجة ..أنت عارف أنا بحب مراتى قد أيه ومش ممكن اخونها
فارس
ولما هى الحكاية كده يا عمرو ليه وافقت أنك تكمل شغل معاها وتسافر تشتغل مشروع كبير زى ده لشركتها.. وكمان مع
نادر اللى انت عارف كويس انه بيكرهك وعاوز يأذيك
قال عمرو مطرقا برأسه
دى غلطتى الوحيدة يا فارس ..واللى انا معترف بيها .. بصراحة أنا كنت مصمم على الاستقالة علشان ابعد عن أى م للفتن لكن لما لقيت نفسى هشتغل بعيد عنها وكمان الشغل هيجيب مبلغ كويس اقدر ابدأ بيه حياتى طاوعت نفسى وقلت وماله وياريتنى ما كنت وافقت
وضع فارس يده على قدمه مشجعا وقال
أحكيلى بقى بالراحة كده ايه اللى حصل من امبارح للنهاردة
مسح عمرو على شعره ثم قال بتركيز يحاول أن يتذكر كل شىء وقال
أنا المفروض كنت هاجى يوم الخميس بالليل .. بس طبعا زى ما قلتلك نادر كان صلح علاقته بيا من أسبوع تقريبا وبقينا اصحاب ..قابلنى يوم الخميس وقالى انه مضطر يرجع القاهرة علشان ظروف فى البيت عنده وهيجيلى الجمعة على بعد الظهر كده ويستلم هو الشغل مكانى واسافر أنا الجمعة بعد الظهر .. أنا طبعا كنت عارف أن كتب كتابك هيبقى بعد العشا فقلت هلحق مفيش مشكلة .. وفعلا نادر سافر يوم الخميس بالليل ... جهزت انا شنطتى بالليل والصبح خدتها معايا الموقع وحطيتها فى كشك الراحة بتاع المهندسين اللى بنتغدى فيه فى مكان الموقع .. وقلت علشان أول ما نادر يرجع أخد الشنطة وامشى على طول من بره بره .. وفعلا جالى فى معاده بعد الظهر على طول وخدت الشنطة وركبت السوبر جيت .. وانا جاى فى الطريق طلعت حملة تفتيش عادية بس حسيت انهم بيدوروا عليا انا بالذات لأنهم اهتموا أوى بشنطتى ولقيتهم مطلعين منها تمثال صغير شكله كده فرعونى مش عارف دخل شنطتى ازاى يا فارس.. ومن ساعتها وانا هنا .
عاد فارس إلى بيته قبيل الفجر بوقت قليل وهو يحمل هم الدنيا فوق رأسه حزنا على صديق عمره ورفيق دربه .. كيف سيخرجه من هذه الورطة فهو لم يعمل فى مثل هذه القضايا من قبل ولكن كلام عمرو وحديثه أشعراه بأن نادر هو
الفاعل هو من وضع قطعة الآثار فى حقيبة عمرو الخاصة عندما تركها عمرو فى مكان استراحة المهندسين أثناء العمل فالقاعدة تقول إذا أردت أن تؤذى أحدا فاقترب منه واكتسب ثقته لتعلم عنه ما يستحيل عليك أن تعلمه وأنت عدوه ..
من الواضح أن نادر هو من قام بترتيب كل شىء ليوقع عمرو فيما وقع فيه ...أستلقى فارس على فراشه بعد أن أبدل ملابسه .. نظر إلى ساعة الحائط أمامه وزفر بضيق وهو يقول بحنق
طبعا زمانها نامت مش معقول تفضل صاحية لحد دلوقتى
سمع طرقا خفيفا على باب غرفتة فالټفت تجاه الباب وقال
أتفضلى يا أمى
فتحت والدته الباب ودلفت وقد بلغ القلق منها مبلغه .. أعتدل على فراشه فاقتربت منه وجلست بجواره قائلة
عمرو عامل أيه يا بنى طمنى عليه
قال وهو يومىء برأسه مطمئنا
متقلقيش عليه يا ماما عمرو كويس وموضوعه ده إن شاء الله يخلص على خير .. زمان والده وأخوه روحوا البيت وطمنوا مراته وأمه عليه.
قالت والدته بأسى
دى مراته يا عينى قطعت نفسها من العياط عليه وفين وفين لحد ما أمها هدتها وعرفت تاخدها معاها البيت .. وكلنا روحنا معاها حتى مهرة .
ألتفت فارس إلى والدته وقال متسائلا بانفعال
ومهرة نزلت بقى بفستان الفرح كده فى الشارع
هزت رأسها نفيا وأردفت قائلة
مهرة برضة هتعمل كده يا فارس .. دى غيرت هدومها ياعينى وفضلت مع عزة لحد ما هديت
ورجعنا كلنا من عندها من ساعة كده ..وفضلت واقفه جانبى لحد ما اتصلت بيك وانت قلتلى
انك جاى فى السكة .
وجدت الأبتسامة طريقها أخيرا إلى شفتيه وهو يتسائل
تفتكرى زمانها نامت
قالت بحيرة
مش عارفه يابنى
ثم ربتت على قدمه قائلة
عموما انت كمان شكلك تعبان أوى .. نام دلوقتى والصباح رباح
أومأ برأسه موافقا لها فتركته ونهضت وفتحت باب غرفته وخرجت وهو يتتبعها بعينيه الحائرتين .. يريد أن يتحدث معها
على الأقل فى الهاتف ولكن يخشى أن تكون قد نامت فيوقظها ويقلقها بعد كل هذا العناء الذى عايشوه فى يومهم هذا .
لم يستطع النوم تململ فى الفراش كثيرا دون جدوى نهض منه وجلس على طرفه وهو يفكر فى يوم عقد قرانه الذى انتهى بهذا الشكل المأساوى ..تركها وذهب دون أن ينظر لها نظرة واحدة
نهض من فراشه ووقف أمام الفراش وهو يمسح على شعره مترددا .. هل يجازف أم ينتظر للغد ولكن فى الصباح سينطلق إلى عمرو مرة أخرى وبالتالى فلن يراها أيضا إلا إذا سمحت له الظروف فى المساء .. زفر بقوة واتجه إلى النافذة يفتحها ويستنشق الهواء بقوة لعله يتخلص من التردد الذى اعتمل ب ه .. كان الشارع مظلما إلا من بقعة صغيرة أمامه تعكس ضوءا لغرفة علوية .. نظر للأعلى وقلبه قد استعاد الأمل من جديد فتأكد أن غرفتها هى م الضوء ..تيقن من كونها مازالت مستيقظة.. أتجه فورا باتجاه مكتبه وأخذ هاتفه النقال من فوقه
وطلب رقمها الخاص بشوق كبير .
أغلقت الكتاب التى كانت تقرأ فيه والتفتت إلى الهاتف الذى تضىء شاشته باسمه ويهتز مع انتفاضة قلبها لا تعلم أيهما أسرع وأقوى .. تناولت الهاتف بابتسامة كبيرة فهذه هى المرة الأولى التى سيتحدث معها بعد أن أصبحت زوجته .. ظلت تنظر للهاتف بتوتر شديد والعرق يتصبب من جبهتها على استحياء وقلبها يقفز پجنون يكاد يخرج من حلقها وفجأة توقف الرنين وأظلمت الشاشة مرة أخرى كما أظلمت الأبتسامة التى كانت تنير ثغرها منذ قليل ..
حاولت أن تهاتفه هى ولكنها شعرت بخجل شديد وامتنعت عن ذلك واكتفت أن ترسل له رسالة صغيرة تقول فيها
أنا صاحية
بعد ثوان وجدت