الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية فارس كامله بقلم مجهول

انت في الصفحة 51 من 58 صفحات

موقع أيام نيوز


الهاتف يعلن أسمه بأصرار من جديد .. تنفست بعمق وابتلعت ريقها وضغطت زر موافق وضعت الهاتف على أذنها باضطراب شديد فسمعت صوت أنفاسه المشتاقة وتسلل صوته الحانى بهدوء وخفوت إلى أذنها ومنه إلى قلبها وهو يقول 
صحيتك 
هزت رأسها نفيا كأنه يراها وحاولت أن تخرج صوتها بصعوبة فقالت بصوت مبحوحا 
لاء منمتش

أبتسم وهو يستمع لصوتها الذى غلفه الخجل فخرج مضطربا وقال 
كنت بتعملى أيه
مضت تبحث عن حروفها فلم تجدها تبعثرت وتاهت فى سماء صوته الرخيم ..أعاد سؤاله مرة أخرى على مسامعها .. فتماسكت قليلا وقالت بارتباك 
كنت مستنياك
تنهد بقوة وهو
يتكأ على فراشه وقال بهمس
أنت كده على طول.. مبتعرفيش تنامى وانت قلقانة عليا 
مرت بها سحابة الخجل وأخذت بيدها إلى سماء الحياء فأمطرت صمتا له صوت كصوت الندى يقطر على قلبه فينبت فيه الشوق الهائل وال البالغ وجد لذته على ه كما وجدها فى قلبه وكيانه وهو يقول أسمها بحب كبير 
مهرة
أختلج قلبها وهى تستمع إلى اسمها يخرج منه بهذا الدفء وأجابته 
نعم
أغمض عينيه يضم صوتها الخجل إليه وقال ببطء 
وحشتينى
لم تجبه على الفور فقال دون تردد 
بحبك
تدرجت وجنتيها بحمرة الخجل وهى تبتسم بحب وقد خفق قلبها لكلمته وللطريقة التى نطقها بها تشعر أنها تراه الآن وتشعر بدفء كلماته التى اختلفت عن كل الكلمات ..أما هو فلا يعلم كيف استمع إلى دقات قلبها وهو يطرق باب قلبه مناديا 
مهلا حبيبى مهلا ..قد انتظرتك دهرا
ذاب قلبى فى ك ف به اليوم رفقا
فى الصباح الباكر كان فارس يقف بجوار عمرو أمام النيابة ويتابع معه سير التحقيقات ...طلب فارس من النيابة تقريرا لمفتش آثار متخصص من هيئة الآثار للوقوف على صحة هذه القطعة الأثرية من زيفها.. وهل هى أصلية أم لا و طالب بالأفراج عن عمرو بضمان محل أقامته لحين ورود التقرير المطلوب ... وبالفعل تمت الإستجابة لطلباته وتم تحويل القطعة الأثرية لهيئة الآثار للكشف عنها وتم الأفراج عن عمرو بضمان محل أقامته .
بعد خروجهما من النيابة وقف عمرو ينتظر فارس الذى كان يتحدث فى الهاتف مع الدكتور حمدى ويخبره بآخر التطوارات ويقول
بس انا مش مطمن يا
دكتور ممكن التقرير يجى بأن الحتة الفرعونى دى سليمة وكده عمرو هيروح فى داهية
قال الدكتور حمدى مطمئنأ 
أنت مش بتقول زميله فى الشغل هو اللى انت شاكك فيه وان فى بينهم ضغائن خلاص سيبلى الحكاية دى هتكلم مع إلهام واشوف ممكن تساعدنا ازاى
قال فارس بتوتر
لا بلاش يا دكتور
قال الدكتور حمدى متسائلا 
ليه يا فارس
حاول فارس البحث عن شىء آخر يقول غير الذى بداخله فقال
يعنى انا لسه مش متأكد مش عاوز نتهم
حد ظلم
ملكش دعوة انت .. أنا مش هاتهمه ..أنا هحاول اعرف بس أى حاجة عن شغله منها يمكن يكون بيشتغل فى حكاية الآثار دى من وراها ويوديها فى داهية هى وشركتها .. ماهى الآثار دى محدش بيلاقيها فى الشارع كده.. الموضوع شكله كبير يا فارس
أنهى فارس مكالمته مع الدكتور حمدى ونظر إلى عمرو الذى كان يقف بجواره ويتحرك بشكل عشوائى بإضطراب فقال فارس 
ما تهدى شوية يا عم انت خيالتنى
مسح عمرو على شعره بتوتر بالغ وهو يقول 
أنا مش مطمن يا فارس القضية ممكن تلبسنى كده
حاول فارس تهدئته وقال 
طب ايه رأيك نعملهم مفاجأة ونروح دلوقتى.. أنا كنت كلمتهم من ساعة وقلتلهم هنتأخر لو روحنا دلوقتى هتبقى مفاجأة حلوه.. دى مراتك ھتموت من القلق عليك
قال عمرو فى شرود 
لاء انا عندى مشوار ضرورى لازم اروحه حالا قبل ما اروح
أمسكة فارس من ساعده وقال متسائلا 
رايح فين يا عمرو
ربت
عمرو على كتفه وقال مسرعا 
هقولك بعدين متقلقش عليا روح دلوقتى ومتخاليش حد يشوفك من عندى.. وانا ساعة وهاجى وراك على طول
قال عمرو كلمته ولم يعطى فرصة لفارس للمناقشة والسؤال وأنما أنطلق على الفور فى طريقه
تناولت أم فارس قطعة قماش كانت بجوارها وقالت لأم يحيى وهى تشاهدها بدقة 
القماشة دى حلوة أوى يا ام يحيى تصدقى أنا عندى عباية من نفس نوع القماش ده وكنت بدور على واحدة زيها لأنها مريحانى أوى ..أنا هاشتريها منك وابقى هاتى غيرها
نظرت لها أم يحيى بعتاب وقالت
باقي 31
تناولت أم فارس قطعة قماش كانت بجوارها وقالت لأم يحيى وهى تشاهدها بدقة 
القماشة دى حلوة أوى يا ام

يحيى تصدقى أنا عندى عباية من نفس نوع القماش ده وكنت بدور على واحدة زيها لأنها مريحانى أوى ..أنا هاشتريها منك وابقى هاتى غيرها
نظرت لها أم يحيى بعتاب وقالت 
ده كلام برضة يا ست ام فارس دى هدية مني ليكى ..وبقولك ايه هاتيلى العباية اللى بتقولى عليها وانا أفصلك أختها بالظبط .. ده أنا بقيت لهلوبة فى التفصيل
هزت أم فارس رأسها نفيا وهى تقول بتصميم 
انا ماليش دعوة بالكلام ده هادفع تمنها يعنى هادفع تمنها
ثم التفتت إلى مهرة وقالت وهى تمد يدها إليها بمفتاح
الشقة 
خدى يا مهرة مفتاح الشقة وانزلى هاتيلى العباية الكحلى بتاعتى علشان أمك تشوفها
وقفت مهرة تنظر إلى يدها الممدودة بارتباك فقالت أم فارس ضاحكة 
مټخافيش فارس مش جاى دلوقتى.. أتصل وقال هيتأخر
ضحكت أم يحيى وقالت 
فاكرة يا ام فارس لما قلتلك على مهرة وهى صغيرة .. الله يكون فى عون جوزها من اللى هتعمله فيه
تبادلت معها أم فارس الضحكات وهى تحرك رأسها موافقة لها وقالت وهى تنظر إلى مهرة 
هو حر بقى مش هو اللى مستعجل على الجواز
أحمرت وجنتها والتقطت المفتاح سريعا من يد أم فارس وقالت وهى تهرب من أمامهما 
أنا هنزل بدل ما تتسلوا عليا
فتحت مهرة باب الشقة ودلفت للداخل وعلى وجهها ابتسامة كبيرة .. انطلقت على الفور تجاه غرفته ودخلتها وأغلقت الباب خلفها ووقفت فى المنتصف تنظر لها بشوق كبير وكأنها تبثها حبها لساكنها وترجوها أن تنقل مشاعرها له عنده حضوره ..
جلست على فراشه ومسحت عليه برفقة تتلمسه لمسا وتستشعر دفأه بعينين هائمتين .. أخذت وسادته وضمتها إلى ها برقة ونعومة و ا بحب كبير .. حانت منها التفافة إلى خزانة الملابس الخاصة بدنيا .. روادها شعور بالغيرة واتجهت إليها وهى تدعو من قلبها أن تجدها خالية حاولت أن تفتحها ولكنها وجدتها مغلقة بالمفتاح فعلمت أنها مازالت محتفظة بملابس صاحبتها بداخلها .. أشتعلت ڼار الغيرة بقلبها لمجرد وجود ملابسها معه بنفس الغرفة شعرت بال اء تتصاعد إلى رأسها بقوة وشعرت بحرارة جسدها التى ارتفعت بشدة وفى تلك اللحظة فتح باب الغرفة
فجأة ف ت وسقطت مغشيا عليها على الفور .. أنتابه الهلع الشديد عليها وهرول نحوها وهى ملقاة أمام الخزانة وحملها ووضعها على فراشه برفق وأخذ يبحث فى الغرفة عن زجاجة عطره فوجدها أخيرا وأخذها وحاول أن يجعلها تشمها حتى تستفيق من غيبوبتها وأخيرا استجابت للرائحة النفاذة التى تسللت إلى عقلها فتحت عيونها ببطء واصطدمت بوجهه وقالت 
انا آسفة
أبتسم وهو يتأمل وجهها وشعرها وقال مداعبا بخفوت 
يعنى أول مرة اشوفك فيها يغمى عليكى كده
شعرت بارتفاع آخر فى درجات حرارتها ولكن هذه المرة من الخجل مسحت على وجهها وهى مطرقة بوجهها وقالت بخفوت 
آسفة أنى خضيتك
رفع وجهها إليه ونظر إليها متأملا 
دى تانى آسفة على فكرة .. طب آسفة التانية وعرفناها.. آسفة الأولى ليه بقى
أشاحت بوجهها بعيدا تخفى احمرار وجهها عن عينيه وقالت وهى تضع خصلة من شعرها خلف أذنها 
آسفة انى دخلت
اوضتك كده
أعاد وجهها إليه مرة أخرى بأنامله وقال هامسا 
أنت مراتى .. يعنى تدخلى أوضتى براحتك ..وبعدين انت بتدخليها من زمان أوى.. ولا نسيتى
هربت الابتسامة من شفتيها عندما تذكرت خزانة الملابس فأشاحت بوجهها مرة أخرى وقالت بحنق 
لازم أنسى طبعا .. لأنها فى وقت من الأوقات كانت متحرمة عليا ..واظاهر ان الأوقات دى غالية عندك أوى
عقد حاجبيه وهو ينظر إليها بتسائل وقال 
أيه اللى خلاكى تقولى كده
أشارت للخزانة وقالت بضيق 
علشان لسه محتفظ بهدومها فى الدولاب .. شكلها كانت هدوم غالية عليك أوى ..
ثم عقدت يها أمام ها وقالت بغيرة واضحة 
شكلها ليها معاك ذكريات كتير علشان كده مقدرتش تفرط فيها
رفع حاجبيه ووضع يديه فى جيبيى بنطاله وقال وهو ينظر فى عينيها
بس الدولاب مقفول بالمفتاح عرفتى منين أن هدومها لسه فيه
أستدارت وهى ترفع كتفيها وقالت متبرمة 
باينة أوى .. مش محتاجة فقاقة يعنى
أبتسم وهو يكرر ورائها 
فقاقة !... وحشتنى اللغة بتاعتك أوى
أتجه نحو مكتبه وأخرج منها مفتاح صغير وعاد
إلى الخزانة وفتحها بالمفتاح وقال وهو يشير إليها 
أتفضلى شوفى الذكريات اللى بتقولى عليها
ألتفتت مهرة إلى الخزانة فوجدتها خاوية فنظرت إليه بدهشة متسائلة فأومأ براسه وهو يقول 
أيوة فاضية .. علشان أمى كانت عاوزه تعلق البدل الزيادة اللى زحمة دولابى فيها وانا قفلتها بالمفتاح علشان أمى متعملش كده.. عارفة ليه .. علشان مش عاوز هدومى تتحط مكان هدومها من كتر منا بقرف كل ما افتكرها
وضعت راحتها على جانب رقبتها وهى مطرقة برأسها لأسفل فى خجل فقال
عبيطة .. ولا نسيتى أجمل الذكريات اللى قولتيلى عليها فى رسالتك وانا فى السچن
رفعت نظرها إليه بتأثر وقد لمعت عينيها وهى تستمع إليه وهو يقول 
الحب الحقيقى هو الذى يرسم لك طريقا تتلمس فيه .....أجمل الذكريات
فرت دمعة من عينيها وهى تتذكر تلك اللحظات المريرة عندما ابتعد عنها غدرا وظالما .. شعرت بيده وأنامله تمسح دمعتها فأغمضت عينيها واستمعت لصوته وهو يقول لها همسا

وبشوق كبير 
من ساعتها وانت وحشانى أوى.. ومن ساعتها وانت بتهربى مني.. ومش عارف اشوفك 
أنتفض جسدهما على صوت والدته وهى تنادى عليها بعد أن أغلقت باب الشقة خلفها .. أبتعدت عنه سريعا وهى تمسح وجهها بيدها بارتباك وهو ينظر إليها نظرة جديدة عليها لم ترها فى عينيه من قبل ولكنها فهمتها فاخفضت نظرها خجلا واتجهت صوب باب الغرفة مهرولة وفتحته فوجدت والدته تبحث عنها فى الشقة عندما رأتها نظرت إليها بقلق وهى تقول 
خضتينى عليكى يا مهرة كنت 
بترت كلمتها عندما رأت فارس يظهر خلفها .. نظرت إليه من خلف كتفها وابتسمت وهى تقول له بمكر 
هو انت هنا ..يبقى انت بقى اللى أخرتها
أتجهت مباشرة إلى باب الشقة وهى تحاول تحاشى النظر فى عيني والدته وهى تقول بخجل 
أصل لما شفت فارس فجأة اټخضيت وأغمى عليا ..
ثم قالت بإرتباك 
انا طالعة بقى
فتحت باب الشقة ولكنه عقد بين حاجبيه
وهو يناديها فتوقفت ولم تلتف فتوجه إليها ووضع يده على الباب وهو يقول بجدية وهو يشير إلى ملابسها وشعرها 
هو انت نازلة كده أصلا
نظرت إلى ملابسها وقالت بتلقائية 
آه وفيها ايه
قال بضيق
يعنى أيه وفيها أيه .. خارجة من شقتك ونازله لحد هنا بهدوم البيت دى وشعرك كده يا مهرة
تنحنحت مضطربة وقالت على الفور
منا قلت هنزل بسرعة واطلع بسرعة مفيهاش حاجة
أشار إليها وهو يقول حانقا 
أنت محجبة ولا لاء 
نظرت إليه بتسائل
وحيرة فقال 
محجبة يعنى
 

50  51  52 

انت في الصفحة 51 من 58 صفحات