رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر
ابنها وتعمده الان لتحسين صورته والتي طال ټشوهها حتى لم يعد هناك فرصة للتصحيح لتردف كلماتها بقوة عله يستفيق
خواتك مش اغراب ولا حتى عيالهم برضوا اغراب دول بيعملوا اللي عليهم معانا حتى لو هما ملهوش مكان زي ما بتجول ودا عشان ما نعوزش لحد
اما انت بجى هتعمل معانا ايه وانت مكانك سيبتوا بخطرك من غير ما حد يكلمك ولا يجيرك.... خلاص معدتش ينفع يا ولدي الاماكن عشش فيها الدبيب والخړاب ومعدتش ينفع ليها تصحيح.
انتبه وتحفزت حواسه ينصت لصوت الخف الذي كان يطرق على درجات السلم بهبوطها من الطابق الثاني يزداد وضوحا مع اقترابها حتى حطت على الارض متوجهة مباشرة نحو جلسة المرأة لتقع عينيها عليه يبرم طرف شاربه وهذه الابتسامة القميئة يستقبلها بها
ازاحت وجهها على الفور للناحية الأخرى تتمنم بسباب قبل ان تلتف ذاهبة للمرأة بملامح ممتعضة تخبرها
ميعاد الدوا يا مرة عمي.
لم يهتز لتجاهلها وقد تركزت عينيه على هيئتها بدون حجاب شعرها المعقود كجديلة طويلة في الخلف تظهر طول عنقها في الأمام ثم تفاصيل جسدها الرشيق في العباءة المنزلية الخفيفة والتي يعلم تمام العلم ان لو كانت تعلم بقدومه ما كانت ارتدتها على الأطلاق
طب ردي السلام دا حتي بيجولوا السلام لربنا .
زفرت سليمة ببطء تنهض مخاطبة له بضجر
معلش مخدتش بالي مرحب .
وه يا بوي لدرجاي انا مش باين جدامك.
توقف بعد لحظات على قول والدته
مخدتش بالها من الجلبية الجديدة المكوية ولا حتى وصلها ريحة العطر بتاعك.
تطلع اليها ليرى تجهما يعلو قسماتها وكأنها تخبره باستحالة مهمته غلبه العند كالعادة في الرد عليها
اغلقت الباب فور خروجها والټفت لتبحث عن صغيرها لتذهب به الى وجهتها وقعت عينيها عليه على الفور وقد كان قريبا منها محمولا على ذراعيه يتحدث معه بأريحية وكأنهم أصدقاء بالفعل كما يخبرها دوما.
عمو خازي ساحبي.
وبرغم كل شيء وكل ما حدث في الأيام الفائتة برغم الانطفاء به وهذا الحزن الذي اثقل هامته وهجرانه للجميع الا هو لم تتأثر العلاقة بين الاثنان كل ما راه يرفعه اليه يبادله ابتسام لا يصدر الا له يتحدث معه وكأنه رجل كبير يشتكي اليه همه والعجيب هو استجابة صغيرها معه ينصت اليه ولا يمل الاستماع حتى وهو لا يفهم منه شيء لكنه تجده يربت بكفه الصغيرة على كتفه يهون عليه انه بالفعل شيء عجيب ما يجمع الاثنين.
خلاص يا بطل روح كلم ماما ونكمل كلامنا بعدين.
قبل ان يتحرك مغادرا يلقي التحية دون أن يلتف اليها كعادته مؤخرا
مساء الخير.
مساء النور.
رددت بها من خلفه تتبعه بعيناها لقد تبدل لرجل اخر قامته محڼية فقد الحياة التي كانت تشع مع كل خطوة يخطوها مهما تظاهر بالقوة ليخفي ما به لا ينجح
اسبوع مر منذ الواقعة الأخيرة والتي ترتب عليه الطلاق من زوجته وابتعاد فتياته الصغار عنه وحرمانه منهم برغم قدرته على الاحتفاظ بهم وذلك نظرا لصغر سنهم
موقفه من شقيقته وما حدث اشياء تكسر الظهر انها بالفعل أصبحت تشفق عليه.
تنهدت بثقل تنفض رأسها من الأفكار المتلاحقة لتتناول كف طفلها والذي كاد ان يبتعد عنها ليواصل اللعب بالكورة المطاطية والتي تركها منذ قليل.
زام بصوت رافض لتتركه ولكنها اصرت لترفعه اليها وتهادنه بقولها
الكورة جاعدة مكانها تعالى معايا تشوف خالتك روح الاول .