رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر
وحشتني حكاويكي ودمك الخفيف يا مضړوبة.
ظهر تأثير الكلمات على ملامح الأخرى وقد ارتخت تعابيرها لترد بعتب
ما انا كنت جيالك عشان كدة اصلا بس كمان محبش اكون تجيلة على حد وبرضك اما احس اني غلطت بلم نفسي وامشي من غير كلام .
بامتعاض داخلها اجبرت فتنة نفسها على ترضيتها فهي الوحيدة التي أصبحت تتحملها هذه الأيام بالإضافة لغباء تفكيرها المناسب لواحدة مثلها سوف تحتاجها كثيرا في الفترة القادمة .
كالعادة رضخت عزيزة في الأخير تتجاهل ڠضبها منها حتى تندمج في الحديث وتعود لأسئلتها الفضولية
بس انتي مجولتيش يا فتنة جبتيه منين الفستان ده.
ضحكت الأخيرة تعود لزهوها السابق تجيبها بتفاخر
بتأمل مكشوف عبرت عزيزة عن دهشتها
هو فعلا يستاهل بس انتي شارياه ليه دا مينفعش تطلعي بيه اساسا
عارفة يا ختي.
تمتمت لتمصمص بشفتيها مرددة بغرور
بلد فجرية ملهاش في الموضة بس انا جيبته عشان ادلع نفسي يا حبيبتي ولسة كمان لما تخلص العدة الزفت هطلع واعيش حياتي بالطول والعرض انا خلاص حصلت على حريتي .
انتي بجيتي تتكلمي زي اللي بياجوا في التلفزيون يا فتنة .
ايوه يا اختي فاكراني مش مثقفة اياك لا يا ماما انا مفتحة وعارفة كل حاجة في الدنيا.
من خلف الزجاج الداخلي للنافذة وقفت على غير اردتها تتابع المشهد الغريب غازي الدهشان الرجل المهيب مرتديا ملابسه رياضية العادية مشمر البنطال حتى الركبة ويسابق الأطفال الصغار من أبناء نادرة ووجدان شقيقات روح وبناته اللاتي أتين في هذا اليوم الاستثنائي لتعح الحديقة بصرخاتهم الصاخبة
يناورهم ويدابعهم مع طفلها الذي كان ينطلق ويركض بتوافق معه يثير الضحكات من القلب حركته الصغيرة مع الخطوات العملاقة من الاخر والذي كان يرفعه عن الارض في تسديد الضربات الناجحة بحصد الاجوال في جولات عبثية هدفها هو الضحك وتقضية الوقت الجميل مع الأطفال والذي بدا ولأول مرة امامها وكأنه طفل مثلهم بهذه الروح الجديدة منه
وفي موقع الحدث نفسه
كان صياحه في التشجيع بين الاثنان الذان حصرت الكورة بينهما بأمر منه اصغر فتياته ضد معتز نظرا لتقاربهما في العمر .
ياللا يا معتز يا للا يا دنيا ياللا يا بابا حركي رجلك شوية يا بت.
يا بابا عايزين نلعب العيال دي معرفاش تلعب اساسا.
هتفت الوسطى من صغاره ليعقب على قولها بضحكة ساخرة
لا وانتي اللي حريفة يا شروق اصبري يا مضړوبة ولا اعتبريها فترة راحة ياللا يا عيال.
زاد بالتصفيق مع ازدياد الحماس بحركة الأطفال التي تقدمت قليلا حتى قطعها معتز بترك الملعب راكضا نحو جدته التي وصلت للتو
تيتة
اعتدل غازي لينتفض منتصبا بحرج امام المرأة التي تلقفت حفيدها ترفعه عن الارض بضمة قوية له
ااهلا يا حجة سليمة نورتينا.
ردد مرحبا بها يكتنفه خجل شديد لمظهره المذري أمامها ولكنها قابلت فعله بابتسامة جميلة منها تقول
والله يا ولدي دا نورك انت والعيال الحلوة ومعتز باشا ياريتني كنت اعرف بالمبارة الهامة كنت بدرت عشان اشجع معاكم
اجبرته بعفويتها على الابتسام حتى اشرق وجهه يجاري
دا انتي كنتي هتنبسطي خالص معتز باشا دخل كذا جون.
سمعت منه توجه سؤالها للاخير بمرح.
صح يا واد وجيبت كام جون على كدة
وكان رد الصغير هو أن رفع كفيه الاثنان أمامها
تدة يا تيتة تدة .
بفعله الطريف اجبر جدته على الاندماج مهللة له
عشر اجوان جيبت عشر اجوان يا بطل.
شاركها