الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 35 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


تستريح.
استسملت نادية تستكين داخل أحضان المرأة وبجوارها روح تناظر حالتهما بإعجاب رغم هالة الحزن التي تحاوطهما لا تستعجب وصف المرأة بأنها ابنتها فهي بالفعل استلمتها ابنة السادسة عشر منذ زواجها بحجازي وحيدها لتكبر أمام عيناها في علاقة ودية لم تشهد لروعتها على أرض الواقع إلا معهما لا عجب إذن أن ينتهي هذا الحلم سريعا كأي شيء جميل لا يصمد أمام قسۏة الزمن.

وفي منزل فايز 
حيث كانت زوجته تزفر وتنفخ كل دقيقة تلتف حوله بعصبية وحركات انفعالية بغرض لفت نظره لها حتى ضج منها ومن أفعالها المكشوفة أمامها دائما حتى هدر بها
خبر ايه يا مرة انتي ما تهمدي على حيلك خيالتيني بتحركي وتفركي زي اللي عليها بيضة ومش عارفة تبيضها فين مااالك
وكأنها كانت تنتظر الإذن انطلقت تخرج ما في جعبتها
انا هتجن وڼار جايدة فيا يا فايز عيال خواتك ماسكين البيت والأرض ولا اكنهم ورثوا الراجل بالحيا دا غير السهرة اللي عملينها الليلة لاربعين المرحوم ودابحين دبيحة في عز الغلا اللي احنا عايشينه الفلوس دي كلها جابوها منين ها تجدر تجولي أكيد من الحجة سکينة الوحيدة اللي عارفة بسر الراجل التعبان وحاطة يدها على الفلوس اللي مكنزها وانا وانت وعيالك بنكح تراب والديون ركبانا.
حرك رأسه بعدم اكتراث يسألها ببرود
وافرضي انه صح كلامك انا بجى عايزاني اعملك ايه ايه في يدي امي ومش طايجة حتى تشوف خلجتي يبجى فكرك يا ناصحة هتجبل تديني مليم احمر حتى ثم متنيش الكمان انهم متكفلين بفلوس المستشفى اللي جاعد فيها الحج عبد المعطي يعني انا بأي وش هروح اطلب منيها فلوس
كادت تصرخ بأعلى صوتها لهذه السلبية المفرطة منه فخرج صوتها بضغط شديد
انا مجولتكاش روح اطلب منيها لأني عارفاها مش هتديك انا كل اللي شاغلني دلوك اننا نبجى على نور نعرف كل جرش وكل مليم بيتصرف ودا كله مش هيتم ابدا واحنا مطوحين اخر الدنيا وجاعدين زي الأغراب لازم نبجى في البيت معاهم يا فايز.
بدا على ملامحه الإجفال لطلبها المباشر رغم علمه برغبتها بذلك منذ زواجها منه ليشيح بعينيه عنها يفاجأها بقوله
شيلي الكلام ده من مخك يا شربات انا على كدة ومش خلصان من نظراتهم اللي كلها اتهام اشحال بجى اما اروح اسكن وسطيهم هي ناجصة ۏجع مخ.
صړخت به وكأنها صدق عليها ما تخشاه
هو دا بس اللي انت شاغل نفسك بيه مش عايز ۏجع مخ يا شربات وبلاها ليجولوا علينا يا شربات لكن تفكر في حجك لا انت عايز تجنني يا راجل انت
جن لما يلهفك. 
صاح بها لينهض متابعا پغضب
اجفلي خشمك الزفر يا مرة انتي بدل اطلعهم عليكي الليلادي انا دماغي على اخرها.....
وتجفل خشمها ليها يا ابوي مش بتجول اللي انت خاېف منه
هتف بها مالك بمقاطعة والذي خرج من غرفته على صوتهم الجم الذهول والده عن الرد ليستطرد هو غير ابها بحالته
أنا سألت وعرفت ان البيت بجى لينا فيه بعد ولدك الكبير ما ماټ دا غير انك تعتبر وصي دلوك على ولده الصغير وضيف على كدة انك الوريث لجدي بعد ما ېموت عن جريب ان شاءالله.
طالعه فايز پصدمة ليظل مزبهلا له لحظات قبل ان يستجمع القول له
انت جايب منين الكلام دا يا واد
ابتسامة قاسېة على طرف ثغره سبقت رده
ما انا بجولك سألت يا ابوي يعني هكون جايبه من مخي مثلا!
وعودة الى المدافن حيث غادرت جلستها بجوار قبر المرحوم بعد أن سكنت صديقتها عن البكاء وتركت امرها في تلاوة القرآن على روح الفقيد
كانت تعدوا بخطوات متسارعة حتى تقاربت المسافة لتهتف باسم من كانت تسبقها وهي غير منتبهة لها
جميلة جميلة.
سمعت الاخيرة لتلتف اليها بابتسامة متسعة لتعود إليها في سلام حار معها
حبيتي يا غالية عاملة ايه يا ست البنات
بحرارة لا تقل عنها في الترحيب ردت تبادلها
حمد لله يا حبيبة جلبي من جوا انا اول ما شوفت طيفك جريت اسلم عليكي بسرعة وحشتيني يا بت
ردت بابتسامة لا تفارقها
وانتي اكتر يا صحبة الهنا والعمر كله عاملة ايه بجى سامحيني لو مجصرة في السؤال عنك انتي عارفة البيت والعيال بجى.
رددت تقابل عذرها بابتسامة عذبة مثلها
عارفة يا حبيبتي عارفة المهم بجى سيبك من السؤال عني دلوك وخلينا في الأهم..... عامل ايه!
هتفت الأخيرة بهمس فهمته الأخرى لتقارعها ضاحكة
يعني انتي مش عارفة حاله ايه بالذمة!
تبسمت بخجل وقد تخضبت وجنتيها بحمرة ساخنة تردف بحرج.
وه وانا هعرف منين يعني دي كلها اخبار عامة زيي زي أي حد يعني أنا بسألك ع الخاص هو زين دلوك
ضيقت جميلة عينيها بخبث ظاهر تجيبها
زين واخر تمام كمان وجربت رجعته يعني الفرح جرب ان شاء الله فاهماني يا ست العرايس.
الجملة وحدها الهبت مشاعرها لتجعل بريق من سعادة منتظرة يغزو خيالها بأحلام طال تحققها لتتبسم بغبطة تغمرها
 

34  35  36 

انت في الصفحة 35 من 192 صفحات