رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر
على رأسها.
وجدت فرصتها فور ان رأتها خارجة بطبق الحلوة تعطي ابنها وتوزع على بقية الاطفال الصغار ما صنعته بيدها اقتربت منها على الفور تخاطبها مباشرة ودون القاء التحية حتى
جولتي ايه لروح يا نادية عشان تيجي وتهددني بسببك.
طالعتها في البداية بإجفال ثم ما لبثت ان تستعيد توازنها في الرد مضيقة عينيها بتركيز
طب ما بدل ما تسأليني وتخليني افكر وادور حوالين نفسي جوليلي على طول يا ستي وانا برضك اجاوبك على طول.
انتي عارفة انا جصدي ايه كويس مش معنى ان اخويا مش عاجبك يبجى تشنعي عليه وتجولي كلام عفش...... خلي بالك يا غالية اخويا راجل ويعمل اللي على كيفه ومحدش هيجيب عليه لوم انما انتي بجى مش حمل نص كلمة عليكي.
برقت عينيها تواجهها ببغض لتهدر پقهر تجاهد الا تظهره امامها عديمة الرحمة والانسانية
بابتسامة مستخفة ساخرة ردت تواصل بمكرها
والله يعني اخويا بجلاله جدره مش عاجبك! امال مين اللي يعجبك يا نادية جوزي مثلا
لقد بالغت في إھانتها بالغت في الضغط عليها حتى خرج ردها بكرامة جريحة تمنع به سيل دموع الضغف أمامها
توقفت فجأة على ابتسامة منتشية متشفية من الأخرى بنظرة اجبرتها على النظر للخلف وكانت الصاعقة حينما وجدته أمامها مباشرة وقد بدا من ملامح وجهه المنغلقة والمتجمهة انه سمع جملتها الأخيرة بكل وضوح.
الفصل السابع عشر
يعتريه الڠضب! لا بل هي الخيبة خيبة الأمل التي حطت على قلب تعلق بحلم قديم وقد شعر انه على وشك الاقتراب من تحقيقه حتى نسج من خيوط أوهامه بيتا كبيت العنكبوت علق بداخله الأماني وزينه حتى ظن انه الحقيقة ولكن ومع أول اختبار بسيط لقوته سقط تمزقه الرياح حتى طار في الهواء ولم يعد له وجود لينزل من سماء عالمه الوردي بصڤعة مدوية تلقاها ليفيق على واقعه البائس مضيفا عليه چرح بكرامته.
هو من سمح لنفسه أن يندفع خلف رغبته القوية لم يتريث أو يأخذ فرصة للتفكير في طبيعة الانسانة التي بنى عليها مبتغاه ونسي انها لا تعرفه من الأساس هي امرأة متمسكة بأطلال زوجها المحظوظ الراحل وهو البائس الذي يعيش على ظهر الدنيا وقد كتبت عليه التعاسة الأبدية هذا ما علمه الان وتأكد منه.
ارتفعت رأسه فجأة بعد ان شعر بوجودها مصدر البؤس والتي قد تكون السبب الرئيسي في كرهه لصنف النساء واقفة أمامه بهيئة تدعي براءة هي أبعد الناس عنها لا والأدهى هذا الحزن المصطنع الذي يعلو قسماتها الان وكأنها باتت تشعر كباقي البشر!
سألها بجفاء متحاملا على غضبه المتعاظم فاقتربت حتى جلست جواره على الاريكة اسفل عرش الكرم الممتلئ على آخره بطرح الثمار لترد بصوت ضعيف تدعي الأسى
عايزاك انت يا غازي الدنيا ليلت وانت جاعد في الطل هنا على كنبتك لا انت داخل البيت تريح وتاكل لجمة ولا حتى فاكر في البنات اللي عمالين بيسألوا عنك طب مش خاېف لا يطلعلك ديب من وسط عرايش العنب هنا
ضيق عينيه يرمقها بابتسامة ساخرة كاشفة ليرد بكلمات مقصودة
لا مټخافيش عليا من أي ديب انا كفيل بيه مشكلتي بس مع الحيايا يا فتنة الحيايا اللي لافة حواليا لا انا جادر أكسرها ولا جادر ابعدها عني متكتف بحبال منعاني عنها حبال من دمي لو جطعتها يبجى هجطع من روحي.
وصلها مغزى كلماته فخرج صوتها بمسكنة ولوم
عارفة انك بتلجح عليا من انا مش غبية عشان مفهمش ان انت تجصد بنتتك بالحبال اللي من دمك ربنا يسامحك يا غازي بتطلعني انا حيا بعد ما شوفت وسمعت بنفسك عديمة الزوج ناكرة المعروف وهي بتغلط وتجل منك.
اخرسي يا فتنة.
هتف بها ليطبق على مرفقها معنفا پغضب
لو في حد جل مني ولا غلط صح يبجى انتي ما هي