الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 96 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


معرفش ليه
رسمت ابتسامة عادية لم تبلغ سوى مط شفتها بصورة بسيطة ثم ردت بكذب لا تجيده
عادي يعني أكيد عشان موضوع اخوها سيبك منها دي انسانة ربنا يشفيها من السواد اللي جواها.
رغم علمها بانها تكذب لكنها فضلت الا تلح عليها وظلت صامتة حتى وصلهما صوت نداء السيدة جليلة من خارج الغرفة
نادية تعالي كلمي واد عمك الكبير غازي.

يا مري.
صدرت منها لاطمة بكفها على وجنتها تردد بحرج
ودا ايه اللي جابه ده انا كنت عايزة امشي من سكات من غير ما حد يحس بيا......
توقفت فجأة ترمق الأخرى بنظرة يملؤها الشك تسألها
انتي اللي بلغتيه يا روح.... صح
نفت لها بكذب مكشوف
ويعني هكون بلغتوا امتى يعني ما انا جاعدة معاكي 
بجالي ساعات اها.
لم تضغط بالالحاح عليها فعقلها كانت مشتتا بحيرة ما بين الرفض في الخروج له وما بين مقابلته بهامة مرفوعة تخبره بالرغبة في الذهاب وبدون تفسير لأسباب كما فعلت مع والدتها وشقيقها وليظن بعقله ما يشاء يكفيها النظرة الغريبة التي رمقها بها وقت ما سمع حديثها السيء عنه لقد رأت في عيناه ما أوجعها وجعلها تشعر بحجم الجرم الذي ارتكبته في حقه بعدما وقف معها واغدق عليها برعايته لها ولإبنها كيف لها ان تضع عينيها بخاصتيه وقد رحمها هو بكرم اخلاقه حينما ذهب من امامهما بدون ان يتفوه مستفسرا ولو بحرف واحد أما الان فلماذا اتى هي تريد الذهاب والهروب بخزيها منه.
يا نااادية...
سمعت بالنداء مرة أخرى لتعقب بحنق على فعل والدتها
شايفة المرة بتنده من برا من غير حتى ما تتحرك وتاجي هنا هو انا ناجصة كسوف ولا احراج بعد الخيبة اللي انا فيها دي
نهضت روح تخاطبها مشددة عليها في مؤازة منها
سيبك من الكسوف ولا الاحراج تعالي وانا هجف معاكي هنحاول نألف اي كدبة لو جاب سيرة الكلام اللي سمعه.
اقتربت تجذبها من ذراعها لتسحبها معها ولكن الأخرى تمسكت قدميها بالأرض بتردد صريح تخبرها
هطلع معاكي بانه وش احط عيني في عينه ازاي بس بعد الغلط اللي غلطته فيه انا بتمنى الأرض تنشج وتبلعني ولا ان حتى اعدي في الشارع اللي هو معدي فيه.
تبسمت روح لها بإشفاق لتواصل جذبها بالتحفيز والمزاح
متحطيش عينك في عينه يا ستي وبصي في الأرض وسيبي الباجي على العبد لله ليكي عليا اشغل خيالي الواسع واخترعلك قصة انا مش هسيبك واصل
سيبونا لوحدنا انتو الاتنين.
كانت اول جملة منه بادرهم بها الحديث بعدما دلفا اليه وبأمر صريح نحو والدتها وشقيقته التي تمسكت بها بهلع حتى لا تتحرك وتتركها وحدها معه تذكرها بعيناها بحديثهما في الداخل عن اختلاق القصص فصدر اعتراض روح بتلثعم وقد فاجأها هي الأخرى بطلبه
اا انا بجول اجعد معاكم...... ما انا مش غريبة يعني... ولا حتى الست ام عزب ما هو أصل.......
رووح. 
هتف يقطع استرسالها وبنظرة مسيطرة أومأ لها بطرف ذقنه لتنهض على غير إرادتها مزعنة لأمره تاركة الأخرى والاتفاق المبرم بينهما في مواجهة صريحة معه وقد نهضت والدتها هي الأخرى على الفور متحججة بعمل مشروب ساخن له
طب انا هعملك كوباية شاي. 
ظلت انظار روح معلقة بهذه المسكينة التي ظلت تناظرها باستجداء لتعود اليها وقدميها تتحرك نحو المغادرة ببطء شديد جعل شقيقها يزأر بنفاذ صبر
روووح.
بكلمته الفاصلة والنداء باسمها اضطرت على الفور لتنفيذ الأمر وظلت هي تنظر في اثرها تأمل ان تعود اليها قبل ان تنتبه على قوله
عايزة تمشي!
صدر السؤال بجمود ماثل هيئته مما زادها اضطرابا ليخرج ردها بخفوت نتيجة لصعوبة الموقف اللعېن الذي وضعت به
انااا بجول كدة أحسن يعني عشان....
عشان ايه
تبا لماذا يصر على إحراجها ألا يكفيه هيئتها الان وكأنها فأر علق بالمصيدة أمامه
هذا ما اردفت بها داخلها وهي تسمع لنبرته القاسېة وعينيه منصبة عليها بتركيز تام متسائلا عن طبيعة المرأة التي أمامه هل هي الملاك الذي ظل على حلم بلقاءها لعدد من السنوات قاربت لنصف عمره أم تلك اللعوب التي تحدثت عنها زوجته اللعڼة عليها هي الأخرى نفض رأسه سريعا ليعود اليها بالتوضيح مباشرةا
لو كان جاصدك ع الكلمتين اللي سمعتيهم.....
توقف متابعا لارتباكها الشديد فور ذكره للأمر
 

95  96  97 

انت في الصفحة 96 من 192 صفحات