الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية ميراث الندم بقلم الكاتبة أمل نصر

انت في الصفحة 97 من 192 صفحات

موقع أيام نيوز


والتعرق الذي انتشر بأنحاء وجهها قبل أن يتابع بلهجة خشنة خلت تماما من أي تأثر رغم خناجر الألم التي كانت تحفر داخله بعمق
متشليش هم انا راجل كبير واكيد فاهم ان ليكي اسبابك اللي دفعتك تجولي كدة.
تسرب إليها بعض الارتياح لتحاول ان تلتقط انفاسها ولكن كان ذلك قبل ان يجمد الډماء بعروقها فور ان تابع لها باستفساره

بس انا بجى عايز اعرف السبب اللي خلاكي تجولي كدة عليا
برقت عينيها امامه بإجفال شديد سرعان ما سيطرت عليه تبتلع ريقها الذي جف بحضرته ورأسها تدور في اختلاق أي قصة تنفيذا لتوجيهات روح التي نفذت بجلدها وتركتها وحدها.
ما تردي ساكتة ليه
وصلها صوته للمرة الثانية بهذه اللهجة الجديدة عليها لتضطر اخيرا للرد عليه متكتفة الذراعين وابصارها للأمام بعيدا عنه
ممكن مجاوبش ع السؤال اللي حصل كان غلطة في حجك وانا معترفة بكدة.
مش موضوع غلط.
زفر يخرج دفعة من هواء مكبوت بصدره يستطرد
الموضوع انك قارنتي بيني وبين جوزك المرحوم اينعم انتي صغرتيني لأجل من الربع......
شدد ع الأخيرة ثم واصل
بس تمام انا مجدرش اللوم عليكي دا حجك تجدريني في الحجم اللي انتي شايفاه لكن المهم بجى ليه
لو كانت الكلمات مسننة وتذبح لكان رأى بنفسه حجم الچروح التي فعلها بها وهي بالفعل تعطيه الحق ولن تلوم عليه رغم تضيقه عليها الان واصراره على معرفة الاسباب التي قد تأتي بنتائج غير محسوبة بالإضافة لإذلال تشعر به من الان وهي ليست على استعداد لمواجهة هذا الأمر
أغمضت عينيها پألم تجيب بصوت بح من هول ما يكتنفها في هذه اللحظة
أنا جولت اني غلطت ولذلك منعا للمشاكل والإحراج ياريت تعفيني من أي كلام تاني اخويا خلاص زمانه على وصول .
كمان اتصلتي باخوكي عشان ياخدك دا الموضوع كبير بجى وانا مش واخد بالي.
نهض عن مقعده ف انتبه على لمعة الدموع التي تحتجزها بصعوبة امامه ليردف بحزم
انتي جيتي هنا بعد انا ما اتعهدت بحمايتك انتي وولدك والكلام ده مفيش منه رجوع يعني مكانك معززة مكرمة مفيش حاجة هتضايجك من هنا ورايح حتى لو كنت انا نفسي!
له.
عاد مساء والساعة تعدت الثانية بعد منتصف الليل 
يجر اقدامه بعدم اتزان جسده يهتز قليلا بترنح فرأسه التي اعتادت على المكيفات أصبحت لا تتأثر إلا ان زادت الجرعات مثلما حدث اليوم فقد افرط في الشراب نتيجة لشروده في الفكر الذي سيطر على ذهنه هذه الايام حولها شوق يأكل في جسده من وقت ان رأها على هيئتها الانثوية في خلوتها وقت ما كان يراقبها نائمة ليته ما فعل فقد تجددت برأسه اشياء ظنها دفنت واندثرت خلف كره كان يدعيه زورا عندا فيها وفي والده تبا ليته سمع لصوت الشوق بداخله ولو لمرة واحدة قبل ان تتوسع الهوة وتصبح الأماني ضړب من ضروب المستحيل على الرغم من انها حقه..
زفر يسقط بثقل جسده على طرف التخت حتى اهتز من اسفله ف استيقظت زوجته لترمقه متسائلة ببعض الوعي
انت رجعت يا فايز
سمع منها السؤال ليلتف بجذعه يلوح بكفه امامها بقرف مرددا
ايوة رجعت نامي انتي نامي .
جذب انتباهاها لتنهض بجذعها باستفاقة جيدة تخاطبه
انام انام وانت جاي دلوك على وش الفجر طب افتكر ان وراك سرحة في المصنع هتلحج تريح ولا تنام امتى.
طالعها بملامح ممتعضة يجيب بقرف وهو يخلع في ملابسه
متشغليش نفسك بيها دي انا اساسا مش سارح بكرة الشغل واخد اجازة استريحتي
واخد اجازة كيف ده احنا بكرة الخميس مش الجمعة .
زام بتذمر غير متقبلا لاعتراضها
يووووه انتي يا مرة انتي عايزة نكد على اخر الليل جولنا اجازة وخلصنا هتدخلي كمان في اللي ملكيش فيه......
نهض بخطواته المائلة ليردف متجها نحو الحمام
مرة زي البومة طيرتي الكاسين اللي دافع فيهم ډم جلبي...... جبر ياخدك....
ظلت تطالع أثره حتى اختفي يصفق باب الحمام بوجهها لتتمتم في اثره بغيظ شديد
بجى انا بومة يا فايز وبتدعي عليا بالمۏت كمان.... 
صفقت كفيها ببعضهما تتابع بتوعد
ماشي يا ولد سکينة ماشي بكرة نعرف اخرك ايه لكن والنعمة ما هرحمك ساعتها لو عرفت انك ناوي ع الغدر ونشوف مين فينا اللي هيسبج
عارف...
 

96  97  98 

انت في الصفحة 97 من 192 صفحات