الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بين اغلال الشيطان بقلم مني ابو اليزيد

انت في الصفحة 12 من 17 صفحات

موقع أيام نيوز

طرقها للزجاج فتح النافذة وجد برميل من السخط يلقي عليه
أنت أزاي تيجي هنا محدش عارفك الأصول
نزل من السيارة بوجه مليء بالغيظ كعادته عندما تلقنه درس جديد لوح يده في عدم رضا قائلا
أنت مفيش فايدة فيك لازم تدي دروس
وضعت يدها على خصرها بدأت تهز جسدها قليلا قبل أن تقول
لو كان عجبك بقي
دائما الفرصة تأتي له دون سعي جابها من رأسها حتى أخمص قدميها هدر بحدة
جزت على أسنانها من الغيظ مع تكوير قبضة يدها رأت من الأمثل أن تختفي من أمامه فهتفت
أنا ماشية وغلطانة إن نزلت
لا يريد افتقادها مرة أخرى ألقي النداء عليها نبرة بها رجاء ولهفة جعلتها تشل مكانها
جوهرة استني متمشيش
أقترب منها بعض خطوات بات عقله مشغول في إيجاد ما يريد أن يعبر عنه اكتفي بكلمة واحدة
جدي
خفق قلبها بشدة أن يكون حدث له شيء لا تحبه ولا تكرهه لكنها لا تتصور أن يحدث له شيء سيء لذلك قالت بهلع
ماله حصله حاجة
نظر للأسفل بحزن يتجلي تعبيرات وجهه أراد أن يفسر لها غصبه عليه بعد رحيلها لكن المكان ليس مناسب فهتف
مفيش حاجة بس هو في موضوع حصل بس مش هينفع هنا
سمحت له بالصعود معها بناء على طلب والدها جلس على الأريكة فرك يديه من التوتر قبل أن يبوح بكل شيء سمعت منه جوهرة حديثه ما حدث وإظهاره لحب جده أيقنت أنه نقطة ضعفه فالكل شخص نقطة ضعف وزعت عينيها على والدها وجدت أثر حديث على ملامحه انتهزت الفرصة فقالت بسرعة
لو بابا يوافق هكلمه على الموبايل
سمح لها والدها فأخرج أصيل هاتفه المحمول بدأ في الرنين المتواصل عليه لم يلقي رد عاد مرات عديدة كل المحاولات دون جدوى أيقن أن جده نفذ وعده فقال بوهن
يبقي قرر ميكلمنيش
وضعت جوهرة إبهامها في فمها تفكر جيدا ما الذي يجوز فعله في تلك الظروف حتى حصلت على الفكرة فرشت ملامح وجهها بالحماس الشديد قالت على الفور
هكلمه على الموبايل بتاعي قولي رقمه
ضغطت على عدة أرقام التي كان يلقيه أصيل انتظرت حتى سمعت صوته فهتفت
الو
مين معايا
جوهرة
أزيك يا جوهرة
الحمد لله
جبتي رقمي منين
من أصيل
هو جنبك
اها
طيب قومي وأتكلمي بعيد عنه من غير ما يشك ضروري
استسلمت لما يقول تصنعت علة الشبكة رغم علمها أن هذا كڈب ولا يجوز لكنها اضطرت لهذا لأنها تعرف نوايا جده نحوه أنه يريد أن يغير حياته
أنا كده بعيد عنه
أنا عاوزك ترجعي القصر تاني
مش هقدر أنا وهو مش هينفع نجمع تاني علطول پنتخانق
فترة صغيرة هنجرب أنا وأنت معاه يمكن يتغير
أشمعنا أنا بالذات
عشان أنت الوحيدة اللي طلبك تشتغلي عنده واللي عرفته إن مش مظبوط بعد لما مشيتي من عنده أثرتي في جزء من حياته من غير مجهود الخناق بتاعكوا كان سبب في ده شغلتي تفكيره أزاي يرد عليك عشان كده عايزك ترجعي القصر
هفكر و أقولك
طيب عايزك تقوليله إن مش هرجع غير لما أنت ترجعي وشوفي هيطلب منك ترجعي أو لا
ماشي
أغلقت الهاتف المحمول خرجت في التو شاهدت عينيهما الموزعة عليها رسمت على ملامحها الحزن قصت ما اتفقت عليه معه باغتت حين وجدت أصيل يجمع متعلقاته رحل دون كلمة فشل في هذه الطريقة التي كان يأمل أن تعود علاقته بجده
حاول حمزة التركيز في عمله فشل بشدة هز رأسه بحركة دائرية ليعيد انتباهه بالواقع ويطرد تلك الأفكار من رأسه لكن دون جدوى ترك القلم من يده نظر في نقطة ما عادت الأفكار تستحوذ على عقله استسلم لها تلقائيا بينما لحظ وليد شروده ترك القلم هو الأخر قال معاتبا
وبعدين بقي مش هينفع شغل بالطريقة دي أحنا أخر الشهر لازم نخلص كل حاجة
مسح على جبينه قبل أن يقول بعدم اقتناع
مش داخل دماغي الموضوع في حاجة غلط
جمع الأحداث لبضعهما البعض تذكر تلك الفتاة التي سألت عنها من قبل فقال باندفاع
البت الشرسة اللي
جات تسأل عليها هيبقي عندها كل الإجابات بس هنوصلها أزاي
رفت عينيه بعدم استيعاب صديقة يلقب فتاة بهذا الاسم ها هي الفتاة استطاعت التمرد عليه ليلقبها بهذا الاسم فقال باندهاش
بت شرسة ده في إن بقي في الموضوع
لكزه بخفه على كتفه ليصمت قيدت تعبيرات وجهها بالغيظ رفض الحديث في هذا الموضوع هرب بطريقة كوميدية فقال
أهو أنتوا كده يا مصريين تسيبوا الموضوع الأساسي و تمسكوا في الهيافة
أصدر ضحكات عالية رغما عنه بعد أن صمت رسم الجمود على ملامحه وقال بجدية
طيب خلينا في المهم موضوعك نشوفه بعدين الحل إيه دلوقتي أنا مش مرتاح ومش هعرف أقول لنفسي أنا مالي
تمتم قبل أن يرد عليه
أحنا عرفنا إن طليقها اسمه سنان وبيشتغل دكتور هنحاول نوصل لطليقها بس من بعيد بلاش نروحله البيت ووقتها هتفهم كل حاجة أنا هجبلك قرار الموضوع بس ممكن نخلص شغلنا الأول
أمسك سنان يقرأ التحليلات لدي حنان ليعرف حالتها الصحية لم يوجد بها أي أمراض حمد الله سرا رسمت ابتسامة نصر على ثغره قبل إجراء شيء لأبد التأكد من عدم زيارتها لأحد حتى يبعد أي أسئلة أرسل أحد الأطباء بعد دقائق جاء الطبيب وقال بجدية
system codeadautoadsتحت أمرك يا دكتور سنان
أغلق التحليلات وضعها في أحد الجوانب حرك عينيه عليه قبل أن يقول
في حد جه للبت اللي عملت حاډثة العربية
أجاب عليه بثقة
النهاردة لا تقريبا مشغول
فرك يديه بسعادة مع ابتسامة تشرق ملامح وجهه قال بفرح
حلو يبقي نخلص النهاردة ولو ماټت هنقوله بكرة ماټت
أمبارح وأي فتح يبقي من الحاډثة
أومأ رأسه بتأكيد وقال بحماس
وأنا مش هخلي حد في الدور اللي هنعمل في العملية
بعد عدة ساعات حضر كل شيء للعملية جهزت حنان رغم صړاخها باستمرار تدرك أنها في خطړ دخلت غرفة العمليات والأطباء من حولها يجهزون
بينما في الخارج جمع سنان متعلقاته رأي التحليلات موضوعه في أحد الجوانب أراد إخفاء المتعلقات الخاصة بها وقعت عينيه على الاسم حنان شوقي الدميري
الاسم كفيل أن يثبته كالصنم لا يشعر بشيء من حوله اسم طليقته مدون حقا أنها هي إخفائها طوال الفترة الماضية يتناسب مع وقت الحاډثة شيطانه جعله ېقتل أم أبنه دون رحمة كيف ينظر إلي أبنه إذا عرف بالموضوع الوقت حان للعملية هل يستطيع إلحاقها أم ټموت تحت يديه
صدمة!!
فزع!!
هلع!!
عدم توقع!!
system codeadautoadsانتفض سنان من مكانه يأمل أن لا يكون أصابها شيء سيء لم يكن لديه الوقت الكافي لارتداء الملابس الخاصة بالدخول بغرفة العمليات وإجراء الخطوات الأزمة دخل الحجرة باندفاع سبب في هلع الجميع لبرهة من الوقت حتى أطمئنوا وهدأت روحهم أصبحوا تنفسهم طبيعي خطو خطوات يبرزها الشيطان على ملامحه أمسك تلابيب الطبيب بشدة قائلا بقلق
عملت فيها حاجة
ليس لديه القدرة على النطق ما الخطأ الذي فعله ليعامله بتلك الحالة تلك ما كان يفكر فيه الطبيب ولا يستطيع البوح به ضغط عليه أكثر كادت أن أنفاسه تخرج ولا تعود رد بصوت مخڼوق
لسه
تغيرت ملامحه للهدوء أنها مازالت بخير حل يده بعيد عن الطبيب قال بنبرة أمر
محدش يعمل حاجة وديها أوضتها وأنا هتكلم معاها بعدين
أومأ برأسه على مضض دون رد وعاد ينظر 
له بأعين تنبض بالفضول قبل أن يسأله
بس ليه كله ده دي فرصة
كاد أن يصفعه على وجهه لكنها تراجع عن الفكرة وقال بصوت صاخب
عشان دي أم أبني
صاعقة حلت عليهم جميعا لا أحد على وجه الأرض يتوقع هذا ألجمت المفاجأة ألسنتهم حين وجد عليهم الصدمة لقي أخر كلماته قبل اندفاعه للخارج
تروح الاوضة اللي كانت فيها ولما تفوق بلغوني
بالفعل لم ينتظر رد خرج بسرعة دون أن يطل عينيه عليها كيف ينظر عليها ومن ثوان معدودة كانت ذبيحته
استعدت جوهرة للذهاب إلي الطبيب بمرافقة والدها كانت ترتدي تنوره سمراء واسعة لا تظهر مفاتن جسدها كنزه علوية ذي أكمام طويلة وواسعة باللون نبيذي على رأسها حجاب مشجر من اللونين ألقت النداء عليه بصرامة
بابا يا بابا أنا جاهزة
ظهر سعد في حينها يرتدي قميص كاروه من اللونين البني والبيج ومن الأسفل بنطلون بني قال بثقة
وأنا كمان يلا
خرجا من البيت وهو يستند عليه سارا بعض خطوات في الشوارع الجانبية وقفا في المحطة منتظرين الحافلة النافلة بعد بضع دقائق كانا في الحافلة ضغطت جوهرة على التحليلات التي لم تفهم ما بها بناء على حديث سنان في المعمل دون علمها نظرت إلي والدها وقلبه يدعو بدل شفتيها أن يكون والدها بخير ربت سعد على يدها شعر ما يدور في ذهنها أرسل الأمان بابتسامته لها
استقرت الحافلة في المحطة التي تريدها ترجلا منها بحرص سارا للأمام بعض خطوات استغرق خمس دقائق دخلا العمارة التي فيها عيادة سنان كانت الطابق الثاني وجدت العيادة خالية ليس بها سوي أخر مريض في الكشف والسكرتيرة بالخارج انتظرت حتى خرج المړيض من الحجرة دخلت خلفه بعد ما بلغت السكرتيرة سنان
جلست في المقعد المقابل له قدمت له التحليلات فركت يديها من التوتر منتظره أخبار تسرى قلبها خيب ظنها بالكذب حين قال أنه محتاج عملية وهو سوف يفعل لازم لا تهتم بالمال على الرغم أن التحليلات تؤكد أنه لا يحتاج سوي العلاج فقط
وقعت كلماته كالسکين الحاد عليها صدمت حقا هبطت مقلتيها بالعبرات حاول سنان يهدأ من روعتها حين قال
متقليش للعملية سهلة ومش خطېرة وبعدها هيبقي زى الحصان مش هقولك أسالي مرام لا أسالي أي حد
جففت عبراتها آلتي علبتها حاولت أن تظل صامدة فقالت متسائلة
والعملية أمتي يا دكتور
أجاب عليها بثقة
خلال أيام
هزت رأسها لأعلى ولأسفل بالموافقة على حديثه نهضت من مكانها وجهه غير طبيعي من الصدمة عكس والدها الذي تقبل الموضوع بنية صافية هتفت
شكرا يا دكتور
أثناء سيرهم في الطريق باغتها سعد بقوله
بلاش العملية دي
رمت مرمي بصرها عليه بدهشة كل ملامح وجهه تؤكد أن يتحدث بجدية قالت پصدمة
ليه يا بابا
رد عليه بنبرة خالية من المشاعر أدت بها إلي الاڼهيار
هتكلف كتير على الفاضي العمر واحد والرب واحد
كست ملامحها بالحزن رفضت تلك الكلمات من لسانه ربتت على صدرها تترجاه أن يكف عن الأقوال
عشان خاطري بلاش الكلام ده ربنا يديك الصحة وطوله العمر ولو على الفلوس مش هنغرم كتير يبقي نتوكل على الله
لم تمر الليلة مرور الكرام على أصيل كان يري الحياة باللون الأسود ليس فيها لون أبيض سوي الكفن الذي يريده كل يوم دخل أحد الحجرات ببطء اقترب من أحد الصور العلقة على الحائط علق عينيه عليه بنظرات يكسوها الحزن كانت الصورة تجمعه هو وزوجته وأبنه حدث نفسه كأنه يحدثهما
ليه سبتوني وبأبشع صورة مش قادر أنسي ومش عارف أبدأ منين
رقرقت عبراته رغما عنه ظل لفترة من الوقت لا يعرف كم عليه من الوقت لقد أفتقدهما بشدة أراد أن يشم رائحتهما اتجه إلي مكتب زوجته
11  12  13 

انت في الصفحة 12 من 17 صفحات