الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 36 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز


نوبة ضحكه وتبدلت نظرات وجهه إلى اخرى عاشقة ثم اقترب بجلسته ووضع يداه على رقبتها وجذبها برفق حتى أسند جبهته بجبهتها وصار يتنفس أنفاسها مما جعلها متوترة بشدة من اقترابه لها 
حاولت التملص من يداه لكنه كان محكما يداه لها مانعا إياها من الهروب وفشلت محاولتها في الإفلات من يداه 
ثم تحدث بنبرة تقطر عشقا

هتجوز عليكي كيف وأني عاشق وعشقك وطني إنتي متعرفيش أني عانيت قد إيه علشان تبقي بين ايدي وحاسس بالإحساس الجميل ده في قربك ياحبييي 
متقلقيش عليكي وانتي بين ايدين عمران وطمني قلبك وحالك انك بين ايدين أمينة هطبطب عليكي وقت حزنك وهتدفيكي وقت تعبك 
بللت شفتاها بخجل من قربه وصاارت تستنشق أنفاسه المحببة إلى قلبها وكأنها أشهى العطور ثم تمتمت بهمس وعيون عاشقة
اوعدني ياعمران وعد العاشقين انك عمرك ماتعمل فيا اكده 
قبلها من جبهتها قبلة طويلة ناعمة دافئة وهتف بعشق 
أوعدك بعمري كله انك هتبقي أيامه ولياليه وحدك ياسكون 
أوعدك اني طول مانا عايش على وش الدنيا وفيا نفس إن قلبي مهيدقش لغيرك ياحبيبي 
طمني قلبك وخلي عندك ثقة في عمران ان لو الدنيا انتهت والقيامة قامت وحتى لو بقينا شيب والشعر الابيض غير ملامحنا ان مفيش غيرك ياحبييي عشق العمران 
طيب ممكن انزل اركب عربيتي وأروح بقى علشان امي متقلقش علي 
وداي تفوت عمران ولد الأصول اني اتصلت بيها وخدت الإذن منيها اني اخدك وأخرج نبص على عفشنا اكده علشان تختاري الأوضة بتاعتك اللي هتجمعنا كمان شهر بالتمام ياحبيبي 
أنهى كلماته بغمزة من عيناه وهو يشعر بالنشوة داخله تجاهها أدارت رأسها جانبا وهي تبتسم بخجل من تلميحاته التى وصلت إليها ثم أردفت 
تمام يالا بينا ياعريس علشان نلحق وقتنا ومنتأخرش 
قوس فمه بانزعاج مصطنع 
وه لحقتي زهقتي من قعدتنا ويا بعض ومستعجلة أوي اكده على فوتة عمران 
حركت رأسها برفض وعللت موقفها بقسمها 
له والله العظيم كل الحكاية علشان الحاجات داي بتاخد وقت مش اكتر 
ابتسم بحنو ثم قاد سيارته وانطلقا إلى محلات الموبيليا المشهورة في قنا وهم يقضون وقتا سعيدا في حب وغرام
جوار بعضهم
يجلس سلطان ووجد في حديقة منزلها يتحدث معها بسعادة وكأنه رجع ابن الثلاثين عاما
أديني اهه وفيت بوعدي معاكي علشان متقوليش سلطان مش قد كلمته وبدأت توضيب الأوضة ها جهزتي حالك ياعروسة ولا لسه 
اصطنعت الخجل وأجابته 
منحرمش منيك يابو عمران متقلقش اني جاهزة وقت ماتقول يالا نتمموا 
وتابعت كلماتها وهي تمتثل الحزن الشديد متسائلة 
بس أني خاېفة من رد فعل ولادك وأنهم أكيد مش هيقبلوا الموضوع بالسهولة داي وأكيد دلوك هيول عوا مني ومش طايقين سيرتي ولا حتى شكلي 
أشاح بيديه بإهمال وأجابها
لااا ميكونش في بالك الموضوع ده بكرة ياخدوا عليه والموضوع في أوله صعب لكن هيتعودوا وبعدين بكرة رحمة تتجوز وعمران اهه خلاص بيشطب شقته وفرحه قرب وهينشغل ويا عروسته ومش هتلاقي حد يضايقك 
انفرجت أساريرها ولكنها تمتمت بخفوت 
طب والحاجة زينب مجبتش سيرتها خالص 
أجابها بثقة
لاا زينب داي متشليش همها خالص كانك متوعيش لطيبة قلبها وسماحة وشها وعقلها اللي يوزن بلد 
هتزعل شوي وبعدين هتاخد على الوضع وخاصة لما تلاقيني بعدل بيناتكم ومش مقصر في حقها أه اني راجل بخاف الله ولا يمكن أظلم أبدا 
مطت شفتيها بسخرية وهي تدير وجهها للناحية الأخرى كي لا يراها ثم أعادت وجهها إليه وبدلت نظراتها الي أخرى خجلة لونتها في لمح البصر فهي حرباء لا تفرق عنها شيئا وأردفت 
طيب هو انت مش هتبلغ أهل البلد وتعمل ليلة اكده ولا هتتجوزني سكيتي 
أنهت كلماتها وامتثلت الحزن ولكنه رأى حزنها وطمأنها 
إزاي يعني مبلغش ومعملش ! داي على رأي سيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا نكاح لاسفاح هعلن طبعا وهعمل حاجة على الضيق اكده وتبقي من باب الخير لأهل الله 
أنهى طمأنته واستند على عصاه وقام من مكانه منتويا المغادرة وهو يسألها 
معايزاش حاجة ابعتها لك ياعروسة 
زينت الابتسامة المصطنعة وجهها و أجابته
معايزاش حاجة غير سلامتك ياسلطاني 
اتسعت مقلتي سلطان من نعتها له وأردف 
وه سلطانك 
قامت من مكانها ووقفت أمامه واجابته بدلال وهي قاصدة سحب عقله وقلبه من البداية وان يكون طوع أمرها
وه أمال إيه ده انت سلطاني وتاج راسي مش هتبقي جوزي !
اتكى على الصبر وانت هتشوف مني دلع عمرك ماشفته قبل اكده ولا هتشوفه غير على ايد وجد 
عبث بذقنه وأعجبه دلالها وغزلها له وهتف 
وه يا سلطان داي باين امك دعت لك دعوة زينة في ليلة قدر 
ثم تحرك من أمامها وهو يتحمحم 
اممم اني ههملك دلوك وهمشي علشان مينفعش قعدتنا تطول ويا بعض واحنا لسه مكتبناش وجهزي حالك كتابنا بعد يومين 
أودعته السلامة بنفس دلالها
مجهزة من دلوك ياسلطاني 
ابتسم لها ابتسامة رجل مسن فرحا بدلاله منها 
ومشي من أمامها 
أما هي فور أن غادر تبدلت نظراتها المصطنعة وأردفت بين حالها والغل يقطر من نبرة صوتها
واديني اهه هتجوز بوك قبليك ياعمران وهلاعبك انت ومرتك لعب على أصوله وهوريك كيف يكون مكر الحريم اللي قلبها انك سر والأيام بيناتنا وقابل بقى 
وظلت تجهز عديدا من السيناريوهات داخل عقلها وخاصة بعد أن أبلغتها الساحرة أن عمران أصبح محصنا بشدة ولم تقدر على آذاه وامتنعت عن التقرب منه خوفا على عشيرتها مما زاد الحقد والغل داخل قلب تلك الشيطانة 
في مكتب ماهر البنان يتفحص الملف الذي بيده وانزعج بشدة ثم ضغط زر الهاتف قائلا بحزم 
تعالي لي يا أنسة رحمة فورا 
دلفت إليه بخطى بطيئة وسألته بهدوء 
نعم يافندم تؤمر بحاجة 
أشار إليها بكف يداه أن تقترب واردف باستفسار
تعالي اقعدي اهنه اني عايز أعرف مالك بالظبط داي تالت ملف أطلبه منيكي النهاردة وتجيبي لي واحد غيره ممكن أعرف تركيزك النهاردة ماله تحت الصفر ليه 
إنتي عارفة كله إلا الإهمال في الشغل بيزهقني 
أحست بمدى حماقتها أنها أتت اليوم الى المكتب وبالها مشغول على والدتها فعرس أبيها اليوم وندمت على تركها لها ولكنها حالتها كمثل والدتها ولو جلست بجانبها لأبكتها أكثر ولأشعرتها بالحزن أضعافا ولم تقوى على التخفيف عنها فغادرت المنزل وتركت معها حبيبة وعمران 
ثم انسدلت دموعها اجبارا عنها حاولت كتمها لكنها فشلت رآها ماهر فعلى الفور تبدل شعوره من ماهر البنان المحامي الصارم إلى ماهر الإنسان وقام من مكانه وسألها مصطنعا بعضا من الجمود كي لا ترى لهفته عليها ودهشته لبكائها 
ايه مالك 
مسحت عبراتها المتساقطة على وجهها ورددت باختصار
لا مفيش هو ممكن استأذن من حضرتك اروح النهاردة 
أثارت فضوله وصمم أن يعرف مابها فسألها مرة ثانية 
ده مش الرد على سؤالي يارحمة في ايه بالظبط پتبكي ليه وحالتك مش مطمئنة بالمرة 
رفعت جفونها المغشية بالدموع وتحدثت
مش عايزة أشغل وقت حضرتك بمشاكلي 
ضاق ذرعه منها فردد بصوت عال بعض الشئ 
الله هو في ايه يارحمة ماتنطقي ومتزهقنيش !
انزعجت من صياحه بها وعلمت أنه يحادثها الآن كماهر الذي طلب يدها للزواج وجففت دموعها بحدة وهتفت من بينهن 
الله هو انت بتزعق لي اكده ليه انى اللي فيا مكفيني منقصاشي !
ض رب بقبضة يداه على المكتب وردد بضيق 
استغفر الله العظيم يارب على صنف الحريم ده !
مابدل ده كلياته ماتحكي علطول يابت الناس 
أثار العند داخلها وأردفت وهي تقوم من مكانها
داي مش طريقة حديت بعد اذنك اني همشي 
تحركت خطوتان فأرجعها امرا
استني عندك يارحمة ما أذنتلكيش انك تمشي واتفضلي ارجعي حالا اقعدي مكانك 
دارت بجسدها وربعت ساعديها أمام صدرها قائلة بتأفف 
اااوف أني بجد مخڼوقة ومش هتحمل طريقتك الجامدة داي معايا 
وأكملت وهي تشهق دموعا أثرت به بشدة وجعلت ساكنه يتحرك شفقة علي حالها
أني عندي هم يكفي العالم كله والله 
نف خ بضيق من شهقاتها التي أثرت به واقترب بضع خطوات وطلب منها أن تجلس على الأريكة الموجودة بالمكتب وتهدأ من حالها 
استجابت لكلامه وجلست على الأريكة وجلس على الكرسي الموضوع بجانبها مع حفظ المسافة بينهم ثم هتف 
ممكن بقي تهدي وتقولي لي مالك ولا هتقضيها بكى طول النهار 
هدأت من شهقاتها وأخذت منه المنديل الورقي الذي مد يداه به لها ومسحت دموعها وأجابته
فيه مشاكل في البيت بين ماما وبابا وماما حالتها صعبة جدا 
رأى أنها مشكلة عابرة فأردف 
طيب ايه المشكلة ما ده حال كل البيوت ومش مستدعي منك القهر ده كله 
حركت رأسها نافية ورفضت كلامه 
لاااا المشكلة بتاعتنا غير اي مشكلة وممكن أمي تروح فيها 
اتسعت عيناه بدهشة وردد
للدرجة داي طيب سبتيها وجيتي ليه مفضلتيش جارها ليه 
تحدثت وهي تنظر أرضا
اني وهي عمالين نبكي جار بعضينا ومتحملتش وسبت البيت كله وقلت اجي اهنه يمكن انسى لكن مقدراش 
أخذ نفسا عميقا ثم زفره
طيب اني مش هسألك عن

المشكلة بس عايز اطلب منك متاخديش كل
حاجة على أعصابك إنتي لسه صغيرة والعمر قدامك هتشوفي لسه فيه كتييير لازم يبقي عندك قوة تحمل للأمور ومهما كانت المشكلة في نظرك كبيرة بعد شوي هتفضل تصغر تصغر لحد ماتتعودي عليها 
اندهشت من حكمه على الأمور وتسهيله لها في أبسط الأشياء حتى لو كانت معقدة ثم سألته بتعجب 
هو إنت عنديك كل حاجة سهلة اكده الحزن زي الفرح والكره زي الحب والغدر زي الوفاء معندكش حتة جواك تفرح لو فيه حاجة تفرح وتبكي لو فيه حاجة تحزن وتعيش جميع الأحاسيس لجميع المواقف !
أجابها بكل أريحية وكأنها لم تقل شيئا
كان زمان لحد ما غيرت من نفسي وعلمتها الصلابة وأنها تستقبل كل حاجة بهدوء ودربتها على الثبات النفسي كويس أوووي 
ضمت حاجبيها بعدم استيعاب لما قاله ورددت
بعدم فهم 
من زمان ! من مېته اكده يامتر 
ذكرته بآلامه التي ډفنها منذ سنوات وكل ذكرى فيها علمت في شخصيته وبنت منه إنسانا جديدا وأجابها بلا مبالاة وكأنه شيئا عاديا
من يوم مامراتي وبنتي فارقوا الدنيا وسابوني 
شهقت شهقة عالية قائلة بذهول 
هو انت كنت متجوز وعندك بنت !
أجابها بنفس اللامبالاة
سيبك مني ومن حياتي وركزي في مشكلتك واعرفي ان مهما كان همك في عنيكي كبييير هيقابلك مواقف مع غيرك هتعرفك إن همك ده ولا حاجة جمبيهم شفتي المثل المعروف اللي بيقول اللي يعيش ويشوف بلاوي الناس تهون عليه بلوته حطيه دايما قدامك علشان تنسي 
صممت على سؤالها 
ليه هربت من سؤالي ومجاوبتنيش عليه 
نظر بجانبه وأشاد 
ملهوش لازمة النبش في ماضي مش هيفيدك ولا هيفيدني بحاجة غير أنه تقليب مواجع 
قررت التحدث معه بدون خوف 
هو إنت إزاي عايزنا نتجوز وانت عندك غموض رهيييب وحياتك معرفش عنها حاجة واصل !
حياتي وماضيا ملكيش صالح بيهم طالما مش متعلقين بالحاضر حياتي القديمة بماهر القديم اندفنوا من زمان مع إللي اندفنوا 
هو انت ازاي كل حاجة عندك سهلة وبسيطة اكده! ازاي عايزني اتعامل زيك اني ميبقاش عندي مشاعر 
علشان لما تبقي بتتعاملي بإحساسك في كل حاجة الص دمات الصغيرة هتأثر فيكي وتهدك وهتخليكي مش مستعدة ولا عندك طاقة للص دمات الكبيرة لازم تعودي نفسك إن كل الامور بسيطة
 

35  36  37 

انت في الصفحة 36 من 105 صفحات