روايه فيروز كامله الاجزاء
_ في حاجة
_ يا ياسمين يا اكرم
ابتعد اكرم عنها و قد عقدت ملامحه بتهجم واضح ل يصيح بها پغضب و هو يعقد حاجبيه بحدة قائلا
_ اياكي تجيبي سيرتها هنا تاني و لا تسمعيني الاسم دا تاني
هب واقفا عن الاريكة و ما كاد ان يغادر نحو غرفته الا انه توقف متجمدا حين تحدثت هناء بصوت مخټنق علي استعداد كامل للبكاء
ارتجف قلبه بحنان ابوي فطري الټفت الي زوجته باعين متسعة و هو يقول بتساؤل خاڤت
_ بتقولي اية
تقدمت منه هناء و هي تبكي بقلب منفطر علي
ابنتها الحبيبة قائلة
_ أيوة يا اكرم بنتك تعبانة اوي حتي محدش معاها شهاب طلقها و راح يقعد عن اهله و هي لوحدها الله الاعلم بيها
_ خليها تيجي هنا اراعيها لحد ما تقوم من العملية لو مش عايزها تيجي هنا اروح اقعد معاها هناك هو سابلها الشقة
جلس اكرم مرة أخري يدفن رأسه بين كفي يده ل يجثو هناء علي ركبتيها امامه وضعت يدها علي ركبته و هي تتحدث اليه
_ بنتك محتاجة مساعدتنا دلوقتي يا اكرم متنساش ان دي ياسمين يا اكرم
_ انا عارفة كل حاجة انت عملتها و كل حاجة انت حاسس بيها انت مش عشرة يوم او اتنين يا اكرم عارفة ان قلبك حنين و انك مش هيهون عليك بنتك حتي بعد كل اللي عملته عارفة انت لية قررت تكتب كتاب فيروز علي احمد عشان تحافظ علي ياسمين و تفضل في ضل راجل بعد ما اتبريت منها حتي في الوقت دا كنت عايز تكون مطمن عليها بس ...
_ بس انت كنت بتظلم فيروز و شهاب و كل اللي حصل ڤضيحة جوز اختها اڼتحر في اوضتها يوم كتب كتبها انا مكنتش موافقة من الاول انك تسعد واحدة علي حساب التاني .. انت عملت كدا في فيروز عشان هي ...
قطع حديثها و هو يضع السبابة و الوسطى علي شفتيها يتحدث بصرامة رغم اختناق صوته
_ اجيب ياسمين وسطنا لحد ما تعمل العملية عشان خاطري يا اكرم
صمت أكرم مطولا حتي ظنت انه لن يرد علي سؤالها ل يبتعد عنها برفق يقف عن الأريكة و هو يقول
_ قلبي مش راضي عنها بس دي بنتي هاتيها تقعد هنا بس علي الله اشوفها و لا تكلمني
اسرع نحو غرفته بحزن شديد اصبح انانيا بالفعل هل كان سيسعد ياسمين و يتعس فيروز الي الابد كم يمقت نفسه الآن و لكن جزء كبير منه يتألم حد الچحيم بعد ان اتكشف مرض ابنته لن يقدر علي الاقتراب منها او الاعتناء بها كالسابق حين تمرض لن يطمئن عليها كل نصف ساعة لن يري وجهها و لن يمازحها ل تضحك و يزول الألم اغلق الباب پعنف و هو ېصرخ پغضب من اعماق قلبه في حين جلست زوجته تبكي و هي تعلم تمام العلم ما يشعر به
خرجت من غرفة العناية المركزة بعد ان انتهت من الحديث مع السيد طارق اعينها متسعة علي آخرها و قلبها ينبض بقوة ملحوظة صدرها يرتفع و يهبط و هي لا تقدر علي التنفس بانتظام تحركت قدمها دون ارادة منها و هي ترتجف بقوة ظاهرة خرجت من المشفي برداء العمل و اوقفت احدي سيارات الأجرة ل تنتقل الي عيادة شهاب قلبها يرغب برؤيته تريد ان تفصح عن ما بداخلها كان شعورها بالذهول و الصدمة و عدم التصديق لا يوصف ما ان وصلت الي باب عيادته حتي ركضت الي الداخل قدمها يتحركان بامر من قلبها و دموعها تنهمر بغزارة حتي اصبح وجهها احمر بشدة اندفعت الي الداخل و لم تلحق بها الممرضة ل تمنعها من ذلك فتحت الباب بقوة
و هي تتحدث بانفاس لاهثة و صوت زابل من شدة البكاء
_ شهاب
نظر اليها بقلق من هيئتها ل يشير الي الممرضة بالانصراف و يتقدم هو منها پخوف قائلا
_ فيروز .. مالك اية اللي حصل
ارتجفت شفتيها السفلية و ذقنها پبكاء و هي تنظر اليه بحزن شديد تهمس بطريقة هستيرية
_ بيقول اني مش بنتهم بيقول اني مش بنتهم يا شهاب
الفصل السادس عشر
حص
استطاعت بعد نصف ساعة من فقدانها للوعي ان تفتح عينها ببطئ شديد و كأنها لم تعرف يوما كيف تفتح عينها رأت وجهه امامها مشوش و غير واضح ل تغمض عينيها من جديد حتي اثارت قلقه ل يربت علي وجنتيها مرة اخري و هو يتحدث بقلق قائلا
_ حبيبتي سمعاني .. فيروز قادرة تفتحي
فتحت عينها مجددا بثقل ظلت تنظر اليه برهة حتي اتضحت لها صورته بشكل واضح امسك بيدها يساعدها علي الاعتدال بجلستها و من ثم امسك بعلبة العصير الورقية الموضوعة علي الطاولة و التي طلبها من اجلها حين افاقتها فتحها و مد يده بها و هو يقول بلطف
_ اشربي يا حبيبتي عشان تفوقي
امتنعت عن الشراب و هي تبعد يده بما يحمله و قد اصبحت عيونها مليئة بالدموع تنهد واضعا العلبة بمحلها و هو ينظر الي عينها امسك بيدها يربت عليها برفق و رفعها ل يقبل باطنها و هو يهمس بلين
_ اهدي يا روز اهدي
هزت رأسها بنفي و هي تجهش بالبكاء ساحبة كف يدها عن يده تضعها علي وجهها و تبدأ باصدار شهقات عالية من داخل صدرها پألم يجتاحها لكنها تحدثت من بين تلك الشهقات قائلة
_ هو كداب انا بنتهم انا بنت اكرم و هناء مش بنت حد تاني انا فيروز اكرم علام
رفعت رأسها حين وجدته صامت لا يبدي اي ردة فعل ل تشير الي نفسها و هي تبتلع ريقها بصوت مسموع قائلة
_ واحد يجي يقولي انتي مش بنتهم و اصدقه كدا عادي انا بنت اكرم علام صح انا بنته
توسلت بأعين دامعة و هي تقول برجاء
_ قولي اني بنته يا شهاب عشان خاطري
صمته دام و لم تطمئن لذلك ابدا نظرت اليه برجاء و قد احتد صوت بكاءها العالي بانين مؤلم احني رأسه الي الاسفل و لم ينظر الي عينها الباكية التي تعزف الحان حزينة علي اوتاره شهقت بحدة و قد تملكت منها نوبة من البكاء الحاد لم تستطع الا أن تلقت بجسدها علي الارض تبكي ل يتنهد هو بأسي يبدو ان القادم اقسي بكثير من زي قبل جلس جوارها علي ركبتيه وضع يده علي كتفها و هو يهمس بهدوء
_ روز انا
قطعت جملته حين القت بيده عن كتفها بقوة و نظرت اليه بلوم و هي تصرخ به پاختناق متسألة
_ كنت عارف
ابتلع ريقه بصعوبة و هو ينظر اليها قليلا بصمت ل تهز رأسها بنفي و هي تتحدث بدموع قائلة
_ لا يا شهاب لا عشان خاطري أنت مكنتش عارف لا
همس الاخير باعتذار و هو يجذب خصلات شعره الي الخلف من شدة غيظه و ضيقه قائلا
_ انا كنت هقولك صدقيني انا لسة عارف اليوم اللي كان هيبقي كتب كتابك علي احمد
وقفت فيروز بصعوبة و قد تجاهلت يده الممدودة لها نظرت اليه بذات النظرة التي كانت ترمقه بها عند زواجه من ياسمين و التي تؤلمه حتي الآن كادت ان تخرج من الغرفة دون ان تلقي كلمة واحدة الا انه لحق بها يقف امام الباب يمنع خروجها و هو يقول
_ كنت هقولك صدقيني انا لسة راجع شغلي و انتي مبتكلمنيش و لا بتردي عليا هقولك امتي
رفعت عينها اليه بجمود و هي تقول بلامبالاه
_ انتوا خلتوني معنديش ثقة في اي حد خالص
لم يسمح لها حين حاولت الخروج عينه تتوسل قلبها ان لا تفعل به ذلك و هو يقول
_ فيروز انا مليش دعوة بكل دا انا ليا دعوة بيكي انتي عشان خاطري كفاية اللي احنا عدينا بيه
_ ابعد عن الباب عايزة اخرج
لا تعبير بنبرتها و كأنها تتحدث مع اي شئ اخر غيره شخصا غريب و هذا ما أثار ضيقه و غضبه قائلا بحدة
_ مش هتخرجي من هنا غير لما تفهمي ان انا مليش ذنب و لما خبيت عليكي كان الايام اللي كنت فيها في المستشفى و انتي بعد ما عرفتي اني فوقت لا جيتي و لا كلمتيني و كنتي بتكلمي شريف تطمني منه بس اقولك امتي و انا أساسا ورا ضهرك
بكت من جديد
و هي تحاول أزاحت جسده عن الباب و هو ثابت لا يتحرك فرد يده يحجزها عن الباب قائلة بحزم
_ مش هتخرجي من هنا غير لما نتكلم
ابتعدت خطوة الي الخلف و هي تنظر اليه بعتاب ليرفز هو پاختناق و هو يمرر يده علي وجهه بحدة عدلت من حجابها سريعا حين شعرت به ينزاح عن شعرها وضعت يدها بجيب ثياب العمل ل تخرج هاتفها حين رن مقاطعا نظراتهم المتبادلة ل تجد الممرضة المساعدة لها بالمشفي فتحت الاتصال و هي تمسح دموعها بكف يدها مجيبة عليها قائلة
_ الو يا ميرنا
انتظرت قليلا تستمع الي ما تقوله ل تتحدث هي قائلة
_ لا مش هرجع المستشفى ابعتيه لدكتور نهي يا ميرنا
ادمعت عينها و هي تنظر الي الارض قائلة
_ انزلي لشيماء في العناية و اديها الفون
ابعدت الهاتف عن اذنها حين قالت انها ستذهب اليها نظرت الي شهاب و هي تقول بهدوء مريب
_ ممكن تبعد عشان اخرج
هز رأسه بنفي و هو يستند بظهره علي الباب قائلا
_ لا مش