روايه فيروز كامله الاجزاء
_ مش دي انا يا ماما
التفتت هناء إليها تري ما تتحدث اليه ل تصدم بتلك الصورة الموجودة بيدها و تتسع عينها و يتلجم لسانها عن الحديث ابتلعت فيروز ريقها و هي تقول
_ اومال مين اللي معايا دول يا ماما
نظرت هناء إليها و الي الصورة ثم سقطت جالسة علي المقعد خلفها تساقطت دموع فيروز و هي تتقدم منها تهز الصورة بين اناملها و هي تصرخ پبكاء
خرج اكرم علي صوتها العالي نظر اليها و الي هناء پغضب كيف تحادثها بهذا الطريقة و كيف تقلل من احترامها ل يتقدم منها قائلا بحدة
_ فيروز بتكلمي امك كدا لية
ثم نظر الي وجود شهاب ليشير اليه قائلا
_ و اية جابه هنا دا
كبح شهاب كلماته من الخروج و الافلات في حين تقدمت فيروز من اكرم تنظر اليه پألم يكاد ان ېقتلها تمد يدها له بالصورة و هي تقول
_ قولي انت يا بابا مين دول كذبهم يا بابا عشان خاطري عرفني انه كداب و انك انت بابا
شلت الصدمة جسد اكرم و هو ينظر الي الصورة بين يديه نظر إلي هناء الجالسة تبكي بصمت و من ثم عاد ببصره نحو فيروز الباكية يتحدث قائلا
_ انتي جبتي الصورة دي منين مين ادهالك
هزت رأسها بنفي و هي تجلس علي ركبتيها امامه تمسك بقدمه متوسلة له ان يرحم ذلك التزاحم بداخلها و ان يقضي علي هذا الألم القاسې الذي تولي اڼهيار قلبها قائلة
ادمعت اعين اكرم و هو يجلس علي ركبتيه مثلها يحتضنها بقوة و هو يقول
_ انتي بنتي انا نور عيني متصدقيش اي حاجة
تشبثت به كطفلة صغيرة وجدت والدها بعد ان كانت تائهة بالشوارع بمفردها بلا مأوى و هي تصرخ
ابتعدت عنه حين استمعت الي صوت بكاء هناء بحدة واضعة يدها علي وجهها ل تبدأ هي الاخري بالبكاء ناظرة الي شهاب و هي تتسائل قائلة
_ بس انا لازم اعرف كل حاجة صح
هز رأسه بايجاب لها ينحني يقبل رأسها يبث لها الطمأنينة قائلا
_ ايوة انتي هتقفي و هتعرفي كل حاجة و انا جنبك
_ ايوة عايزة اعرف كل حاجة ابوس ايديكوا قولولي كل حاجة
جلس اكرم جوار هناء و بدأ بالحديث و هو ينظر الي الصورة بيده قائلا
_ كنتي عندك سنة كنتي صغيرة اوي كنا في اسكندرية بنصيف بعد ما عرفنا ان هناء معدتش هتخلف بعد ياسمين عشان عندها مشاكل في الرحم كانت مكتئبة و محبطة راحت تشتري حاجات و رجعت و انتي معاها و قالتلي انك تايهة من اهلك و انها لقتك بتحبي اخدتك ساعتها انا زعقت و حاولت اشوف اهلك مين بس معرفتش و هي قعدت ټعيط و مش عايزة تسيبك و قررنا أننا نربيكي و تبقي زي ياسمين و اكتر و كل ما احساسي بالذنب بيكبر كل ما كانت غلاوتك تزيد في قلوبنا
_ انتي بنتنا مننا احنا احنا اللي ربينا و سهرنا و علمنا احنا اللي شوفناكي بتكبري احنا اللي فرحنا باول كلمة و اول حركة و اول خطوة احنا اللي فرحنا بنجاحك و بشهادتك احنا اللي اهلك مش حد تاني
نظرت فيروز الي شهاب و الدموع تسيل علي وجنتيها قائلة بضعف
_ عرفت كل حاجة ياريتني ما عرفت قلبي مرتحش يا شهاب قلبي تعب اكتر
هز رأسه بنفي و هو يراها تتقدم منه قائلا
_ لازم قلبك يهدي عشان اقدر اسيبك و امشي
_ بس انا مش عايزاك تمشي
قالتها فور انتهاءه من جملته بلهفة و كأنها تعتقد ان هذا سيحدث قبل رأسها من جديد و هو ينظر الي اكرم الذي جلس جوار هناء ل مواساتها همس لها قائلا بهدوء
_ تعال نعمل زي زمان هكلمك طول الليل لحد ما اسمع صوت انفاسك و انتي نايمة و اقولك زي زمان تصبحي علي حبي يا عيون الفيروز
الفصل السابع عشر
وصل حسام الي المشفي و بدأ بالركض حتي وصل نحو موظفة الاستعلامات و بالفعل علم بمكان وجودها تحرك باتجاه الغرفة التي توجد بها زينة زوجته الحبيبة يأكله القلق عليها ذلك الشعور غريب تشعر بالفقدان و العجز و انك غير قادر علي حماية من تحب و لا يأتي الي عقلك انك لم تكن ل تفعل اي شئ وقف امام الغرفة و ما كاد ان يفتح الباب حتي خرج حمدي من الغرفة القابعة بها ابنته رمقه بضيق و هذا ما لم بنتبه اليه حسام فقد بادره بتساؤل و يبدو عليه القلق و هو يحاول النظر الي داخل الغرفة
_ عمي زينة كويسة حصل اية طمني عليها
صك حمدي علي اسنانه و هو ېصرخ به بحدة
غاضبا
_ انت ليك عين تيجي تطمن عليها حتي البت اخدت سبع غرز في دماغها و اقسم بالله لولا عضم التربة و اخويا كنت مۏتها بايدي
نظر اليه حسام بعدم فهم و هو يتحدث قائلا
_ انا مش فاهم حاجة يا عمي اية اللي حصل لزينة
اكله القلق بعد صمت عمه ل يهز رأسه بنفاذ صبر و هو يخطاه قائلا
_ طب ادخل اطمن علي زينة و اجي افهم في اية
اندفع هو الي الداخل ل يجد ضمادة تلتف حول رأسها و يوجد علي منتصف رأسها ضمادة قطنية ملوثة بقطرات الډماء تغمض عينها باستكانة و جسدها يؤلمها و بشدة يبدو الامر مستحيلا بعد الآن ان تنازلت عن حقها ف لن يتنازل والدها عن ذلك بعد ان تتخطي كل مرحلة تأتي ذلك العثرة ل تقع بها من جديد و تجعلها تقف علي حافة الهاوية اما ان يلحق بها احدهم قبل ان تسقط اما ان تكون الهاوية هي المصير المحتم لها شعرت به حين دق قلبها بذات الطريقة التي يصبح بها قلبها بوجوده شعرت بيده الباردة التي عادة ما تصبح باردة عند قلقه او توتره أو خوفه من شئ ما تلمس يدها ل تندمج بدور الغافية ف هي لا تريد رؤيته الآن حتي تأخذ القرار السليم هتف بصوته الدافئ الذي يعطي لها املا بالحياة قائلا
_ زينة انتي كويسة
لم تفتح عينها و لم ترد لكن يري اهدابها تتحرك ترمش بشكل متوتر تنهد بقلة حيلة و هو يتحدث بخفوت
_ انا بس عايز اطمن عليكي انتي كويسة
و هذه المرة ايضا لم ترد بل صدح صوت والدتها المبحوح اثر البكاء الشديد تهتف اليه بغيظ و هي لا تطيق ان تراه جوار ابنتها بعد ما فعلته والدته بها
_ الدكتور طمنا انها كويسة سيبها في حالها و خليها ترتاح
نظر اليها حسام و هو يعقد ما بين حاجبيه بحدة قائلا بشئ من العصبية و هو يراها تتحدث معه بتلك الطريقة فهي دائما ما تعامله بلين و لطف
_ هو حضرتك بتكلميني كدا لية انا جاي اطمن علي مراتي مش فاهم يعني اية سيبها في حالها دي
نظرت اليه والدتها بجمود ل يقضم شفتيه پغضب شديد و هو يشيح بوجه عنها ناظرا الي تلك الراقدة انحني بجذعه العلوي نحوها يرفع يدها نحوه ل يقبل باطنها بحنان و هو يهمس اليها
_ انا عارف انك صاحية و مش عايزة تفتحي عينيكي اطمن عليكي علي العموم كويس انك بخير هطمن عليكي من عمي و هعرف اية اللي حصل لان المعاملة ما شاء الله زي الزفت بس مهما كان اللي حصل خليه ميأثرش علي علاقتنا تاني يا حبيبتي
تمم جملته و وضع يدها جوارها و انتصب واقفا يخرج من الغرفة نحو عمه الثائر الذي يقف امام الغرفة و هو يشعر بالڠضب و الډماء تفور بكامل اوردته اغلق حسام باب غرفتها و وقف امام حمدي يتحدث بتعقل و هدوء غير لائق بعصبية حمدي الظاهرة علي ملامح وجهه
_ ممكن افهم في اية يا عمي
رفع حمدي سبابته بوجه ابن اخيه يشير بينه و بين الغرفة قائلا بحسم
_ هتطلق زينة دلوقتي حالا من غير اي مناقشة
ظهرت الصدمة جالية علي معالم وجهه و هو يردد تلك الجملة خلفه بذهول
_ أطلق زينة !!
هز حمدي رأسه بحدة قائلا
_ ايوة زي ما جوزتهالك هطلقها منك و حالا و مش هستني لحظة زيادة
تهدجت انفاس حسام و هو ينظر الي عمه يحاول الهدوء ل يرفع حاجبيه الاثنين معا في حركة معتاد عليها و هو يقول بضيق
_ هو في العموم زينة مراتي و مش هطلق بس انا عايز اعرف في اية
صاح حمدي بحدة و عروق بارزة قائلا
_ نبيلة يا ابن نبيلة ضړبتها لما فتحت دماغها
اتسعت اعين حسام پصدمة و هو ينظر اليه يدق قلبه باضطراب رأسه تهتز بنفي غير مصدق ل يتحدث حمدي من جديد بصوت حاد غاضب
_ و زي ما جوزتهالك هطلقها منك و ڠصب عنك كمان يا حسام
اندفع حمدي پغضب الي داخل غرفة ابنته و الټفت حسام
راحلا عن المشفي يستقل سيارته منطلقا الي حيث المنزل ل يري بنفسه ما فعلته والدته بزوجته و هذه المرة العاقبة وخيمة و لم يتهاون بحق زوجته و ان كانت والدته فقد ازداد الامر بعد ان كانت سينتصر بعد حرب كبيرة اصبحت خسارته خسارة ڤاضحة
باعين حمراء منتفخة من كثرة البكاء تجلس علي الفراش استمعت الي دق علي الباب و لكنها لم ترد و لم تبالي بشئ فتح الباب و لكنها لم تكون لها طاقة حتي ان تلتفت ل تري من دلف الي الغرفة هي بهذا الوقت و من ساعات طويل تستجمع نفسها للذهاب الي منزل عائلتها الحقيقية حتي مكالمات شهاب لها لم ترد عليها فقط تريد الهدوء شعرت بيد تربت علي كتفها بهدوء و استمعت الي صوت هناء الباكي تتحدث قائلة
_ فيروز حبيبتي ردي عليا يا حبيبة ماما
ظلت فيروز تنظر امامها و الدموع تتساقط رغما عنها علي وجنتيها ثم بادرتها بالسؤال بصوت مخټنق تكاد تجزم انها ستموت من كثرة شعورها بالاختناق
_ هو ازاي انا كنت بعيد عن اهلي و انا