الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية حان الوصال(من الفصل الاول الى نهاية الفصل الاخير ) بقلم أمل نصر

انت في الصفحة 19 من 27 صفحات

موقع أيام نيوز


المرة اللي فاتت اندمجت معاها في اللعب والهزار.
مط بشفتيه وابتسامة مليحة اعتلت ملامحه 
يا سلام يعني حتة عيلة صغيرة عملت اللي محدش فينا عرف يعمله وعلقتها بيها.
نقل بأبصاره نحو والدته يخاطبها بعتاب ممازحا 
اجيبها تعيش معاكي هنا..... 
لأ الله يخليك بلاش تقول كدة لتمسك فيها بجد.
صدرت منها بمقاطعة يشوبها الرجاء ليتوقف هو محدقا بها لا يمل ابدا من حفظ تفاصيلها وهي رغم الخجل الذي يصيبها لكن سرعان ما تتمالك فهي لا تقتنع ابدا بإعجابه بها وتعتبرها نظرات عادية بالنسبة لطبيعته الباردة

مكنتش اعرف ان ماما تأثيرها جامد كدة عندك ع العموم تمام . 
ختم بتنهيدة ليفاجئها بقوله 
خلاص يا بهجة خديها معاكي مدام بتفرح وخلي واحد من الحراس يروح معاكم للأمان .
ظهرت بوادر الفرح على وجه والدته مما جعله يرتد بأثره على بهجة التي وبرغم المسؤولية التي سوف تلقى على عاتقها إلا انها فرحت بفرحها
شكلها انبسطت بالفعل بس انا رايحة المستشفى دلوقتي خليها وقت تاني يا نجوان يا هانم.
اصدرت جملتها الاخيرة بوضوح تام نحو نجوان التي حركت رأسها بتشنج دليل على رفضها ليأتي الحل منه هو
خلااص يا بهجة انا هاخدكم ع المستشفى تخلصوا مشواركم وبعدها تروح معاكي بيتكم ساعة ولا ساعتين كدة وتيجو مع عم علي واهي تغير جو 
جهزوا نفسكم.
قالها وتحرك ذاهبا من امامها بهدوءه المعتاد لتتصلب هي محلها تطالع اثره حتى اختفى بصعوده الدرج هذا الرجل يذهلها بأفعاله الغير متوقعة ولكن لما الاستغراب فهو يفعل مع نبوية اكثر من ذلك بحكم العشرة التي تجمع بينهم والتضحيات التي تبذلها في رعاية والدته اذن فلا يجب ان تشطح بأفكار غبية.
خرجت من المصعد عائدة من الخارج بصحبة والدتها تحمل عددا من المشتريات النسائية وذلك لقرب ميعاد زفافها لتقع عينيها عليه يغلق باب منزله وحالة من ڠضب قلص تعابير وجهه مع الترديد دون توقف بالاستغفار 
استغفر الله العظيم يارب استغفر الله العظيم استغفر الله العظيم.
القت بالتحية والدتها رغم استغرابها هي الأخرى من هيئته 
مساء الخير يا شادي يا ولدي. 
رد موجها التحية نحوها ونحو خطيبته المندهشة لحاله المتغير بعجالة متوجها نحو المصعد 
مساء الخير يا خالتي مساء الخير يا صبا.
سمعت الاخيرة لتترك ما بيدها لوالدتها لتعود عن طريقها وتوقفه
رايح فين يا شادي وايه اللي معصبك بالشكل ده 
زفر طاردا دفعة من الهواء المشبع بقلة حيلته 
والله قرفان يا صبا ومخڼوق حاسس اني قليل اصل واستاهل الضړب على نفوخي بعدين اما ارجع بقى
من مشواري هبقى احكيلك.
وانا لسة هستنى على ما تيجى 
امام تشبثها قرر تغيير طريقه من المصعد ليهبط الدرج على اقدامه برفقتها كي يعبر لها عما يعتريه من ضيق
ولاد خالي اليتامى يا صبا النهاردة بس عرفت بمرض الولد الوحيد فيهم وحجزه في مستشفى بقالوا اكتر من أسبوع أسبوع وانا نايم على وداني ومعرفش بتقصيري في السؤال عنهم بعد ما ولاد درية قطعوا رجلي من عندهم بالكلام الزفت بتاعهم.
ذوت ما بين حاجبيها بضيق وعصبية 
ليه يعني مش عيال خالك دول يتامى هيضرهم ايه ولاد الست المفترية دي لما تسأل عنيهم.
تنهد يحرك رأسه بانفاس يجتاحها الغيظ 
انتي قولتي بنفسك مفترية وعيالها ورثو التناحة والاستعباط واحد كان كاتب كتابه علي بنت خالى الكبيرة واتفسخت خطوبته بيها قبل الفرح واتجوز وشاف حاله ولسة برضو فارض نفسه وعنده امل والتاني عايز دور اخوه.
توقف يتابع لها بانفعال حتى غفل عن تبعاته 
يا مؤمنة دول منعوني ما اروح عندهم ولا اسأل عليهم بحجة انهم بنات وميصحش ادخل بيت مفيهوش راجل كبير انا دمي بيغلي يا صبا ما هو لولا عمايلهم دي مكنتش ابدا سيبت بهجة ولا اخواتها من غير ما اقف جمبهم.
استرسل تأخذه الجالالة متوقعا انفعالا منها هي الأخرى لتفاجأه بردها
هي بهجة دي حلوة جوي للدرجادي 
بحالة من عدم الاستيعاب صار يتطلع لها وقد توقف عقله عن التفكير عاجز عن فهم عقل الانثى والذي ترك جميع ما سبق ليركز على معلومة تافهة مثل هذه ليقرر منهيا الجدال من اوله
صبا يا حبيبتي اطلعي لامك اللي سبتيها فوق وانا لما ارجع من مشواري نبقى نشوف الموضوع المهم ده سلام.
ما كاد ان يتمها حتى وجدته يسرع بالهبوط من أمامها لتتمتم هي من خلفه بتصميم عازمة على الذهاب معه
وانا بعد اللي جولته ده هسيبك تروحلها لوحدك والله ما هسيبك استني يا شادي.
خارج الغرفة المحتجز داخلها شقيقها وقد اطمأنت عليه بعد زوال الخطړ ولم يعد يتبقى على خروجه الا القليل وقفت تلتقط انفاسها بحضوره متمتمة بالإمتنان
الف حمد وشكر ليك يا رب اني اطمنت عليه ياريت كمان الدكاترة تستعجل بخروجه عشان يحصل اللي فات من دروسه.
تبسم برزانة واضعا كفيه بجيبي بنطال حلته بهيبة تليق به يخاطبها
مش وقت دروس ومذاكرة يا بهجة المهم التعافي بالكامل عشان يبقى المخ مستعد لحشو المعلومات وفهمها.
ايوة والله عارفة بس دا حلمه الطب والتقصير اكتر من كدة هيأثر عليه.
لو ممتاز هيلحق اللي ناقصه يا بهجة ولو محصلش الدنيا موقفتش يعني ع الطب وبس الناجح ناجح في اي مجال.
لا ان شاء الله يحصل ويدخل طب يارب يارب تحقق له امنيته يارب. 
صدرت منها بلهفة وعفوية جعلته يضحك ممسكا جبهته بيأس منها
لا انتي مفيش منك فايدة ابدا انا هروح اشوف مدير المستشفى وبعدها اعدي عليكم قبل ما امشي خلي بالك بقى منها.
قال الاخيرة بإشارة نحو والدته والتي كانت واقفة خلف مدخل باب الغرفة تلوح كفها ببرائة نحو ايهاب الراقد في سريره وهو يبادلها بابتسامة متسعة وكأنه على معرفة بها منذ زمن 
لتعقب بهجة بدهشة
سبحان من يوفق القلوب مع بعضها وانتي يا نجوان ولا اكنك على معرفة بإيهاب من سنين ربنا يهديكي بقى ومتعمليش حركة غدر انا مش قدها ابدا والله.
الټفت عنها لتفاجأ بابن عمتها يقترب بهلع نحوها 
ازيك يا بهجة وازاي اخوكي ايهاب اخبار صحته ايه
اومات تطمئنه برقتها المعتادة 
كويس والله يا شادي متقلقش ازمة وعدت على خير الحمد لله. 
مقلقش ازاي بس 
تمتم بها بأسف من حاله ليتدارك بعد ذلك وجود صبا فيعرفها به 
دي صبا خطيبتي يا بهجة انا كان نفسى من زمان والله اعرفك بيها بس النصيب.
تبسمت بسماحة ترحب بها 
زي القمر ربنا يخليهالك ازيك يا صبا. 
ابتلعت الاخيرة ريقها تصافحها بيد باردة ترد تحيتها ومن داخلها تردد پصدمة
يا لهوي عليكي يا صبا دي طلعت حلوة جوي.
وفي مدخل المشفى 
تقدم سمير نحو موظف الاستقبال يسأله عن غرفة ابن عمه ايهاب تاركا شقيقته تجول بأبصارها في الأجواء بأعين يملأؤها الانبهار والحقد ايضا لتأخذه التساؤلات عن مصدر الاموال والتكلفة ومن اين
انت هتفضلي واقفة في مكانك يا سامية ما تيلا يا بنتي . 
كان هذا صوت شقيقها والذى توقف عن تقدمه من اجلها لتتحرك بخطواتها السريعة نحوه متسائلة 
سمير عيال عمك جابو منين حق المستشفى الالاجة دي اسبوع بحاله بأيامه ولياليه وابن عمك محجوز فيها دا اكيد كلفتهم بالالافات.
خلط رده بضحكة ساخرة انتي بتقولي فيها دي الليلة هنا اقل حاجة تكلف عشر تلاف ھموت واعرف قدروا عليها ازاي دا ابوكي اللي معاه الفلوس بجد عنده استعداد ېموت على أبواب المستشفى الحكومي ولا انه يزيد بجنيه واحد لمستشفى زي دي.
عشان حظنا فقر وقعنا في راجل بخيل زيه انما برضوا انا هتجنن لو معرفتش دفعو تمن القعاد في المستشفي دي ازاي.
عاد بصحكته الساخرة قائلا 
يبقى اټجنني احسن عيال عمك ايد واحدة مع بعض مفيش حد هيغلط ويريحك ابدا دي المزغودة عيشة ممكن تقيم عليكي الحد لو بس فتحتي معاها كلام .
اكمل بضحكة زادت من سخطها ليدلفا داخل المصعد كي يصل بهم الى الطابق الثاني ومنه الى غرفة ايهاب والتي ما ان حطت اقدامهم بداخل الطرقة المؤدية اليها حتى جحظت ابصارهم بوجود شادي برفقة بهجة يتحادث معها في جانب قريب من الغرفة لتصدر زمجرة غاضبة من سمير
شوفي الزفت بيستغل الموقف وقاعد يتمحلسلها وياخد ويدي معاها دا مش بعيد يكون هو اللي دافع حق المستشفى ما انا عارفه مقتدر بحكم وظيفته والنعمة ما انا ساكتله.
قالها وتحرك بأقدامه مسرعا مبيت النية على الصدام . 
لتمصمص هي في اثره بغيظ وتسرع باللحاق به
يعملها ما انا عارفاه فالح بس يكشر في وشي ع الفاضية وع المليانة لا وجايب خطيبته الهبلة معاه صورة استنى يا سمير.
وصل اليهم المذكور يلقي التحية بتهكم واضح 
عاملة ايه يا بهجة يا بنت عمي شكل شادي ابن خالك قايم بالواجب وزيادة .
امتقع وجه الاخير پغضب يحاول السيطرة عليه ليأتي الرد من بهجة 
وما يعمل الواجب ولا ميعملش حتى انت مالك متعصب ليه يا سمير
بصورة تفضح ما بداخله خرج صوته الغاضب 
طبعا يا ست بهجة وانا هتعصب ليه خلي الراجل يقوم بواجبه ويزود اكتر ما احنا عارفين اللي فيها.
قال الاخيرة بنظرة مقصودة نحو صبا التي كانت جالسة على مقاعد الانتظار بجوار نجوان الملتزمة بجسلتها الهادئة لتضيف سامية مباشرة نحوها
قصده يعني على شهامته اصله بيقوم بالواجب وزيادة بالذات مع بهجة......... مش بنت خاله بقى.
مطت شفتيها بالاخيرة قاصدة اشعال الغيرة بقلب هذه العاشقة حتى تقلصت ملامحها پغضب ولكنها التزمت الصمت تكتم داخلها مع احتداد النقاش بينه وبين هذا الأخرق ابن خاله
احترم نفسك يا سمير انت في مستشفى محترمة الحركات العبيطة دي لا مكانها ولا وقتها انت جاي ليه اصلا 
سمع منه الاخير يصيح مهللا بصفاقة 
لا اطردني احسن يا شادي اصل انا قاعد في بيتك في مستشفى وليها وضعها ما تتكلمي يا بنت عمي ياللى عاجبك الوضع.
صدر ردها بقوة كي تلجمه 
وضع في عينك احترم نفسك يا سمير ولا لمها احسن وروح وكتر الف خيرك يا سيدي.
لا يا شيخة دا انتي كمان عايزة تمنعيني من ابن عمي وزيارته اخص عليكي يا بهجة دا احنا لو عدوينك مش هتعملي معانا كدة.
تدخلت سامية هي الأخرى بأسلوبها الملتوي 
هدي اعصابك يا اخويا شادي ابن خالي اكيد ميقصدش حاجة وحشة ما هي برضو بنت خاله وحقه يطمن عليها .
ضغطت بالاخيرة ليهدر شقيقها پغضب وبدون تقدير 
ايوة بقى قولي كدة يعني واخد اخوها حجة طب ما تقولها صراحة يا شادي.
عند الاخيرة لم يتمالك شادي قبضته والتي ارتفعت بدون تفكير لتسقط بثقلها على جانب فكه الايمن حتى كادت ان تطير صف اسنانه يرافقها سبته
دي عشان تتعلم الادب. 
شهقت الفتيات بهلع لتصدح صړخة سمير الذي ارتمى على الارض كالخرقة بإهانة لم يتقبلها لتصدر صرخاته التي ضجت في قلب المشفى وهو ينهض في محاولة للهجوم عليه وقد تلقفه شادي ليلف ذراعه خلف ظهره يحاول السيطرة على هياجه ويأمره بالتوقف امام صدمة الفتيات
اهدى بقى وبطل فضايح الناس بتبص علينا.
وكأنه طلب العكس زاد صړاخ الاخر مع تجمع
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 27 صفحات