رواية حان الوصال(من الفصل الاول الى نهاية الفصل الاخير ) بقلم أمل نصر
البشر من حوله حتى أتت صيحة قوية
ايه التهريج ده ايه اللي بيحصل هنا.
ليطل بجسده الضخم يوزع بنظراته القوية على المتشاجرين ثم تتوقف عليها بتساؤل فيحاصرها بأعين تلونت بالإحمرار وتتسمر هي محلها بحرج يكتسحها ولسان يعجز عن ايجاد التعبير المناسب لما يحدث الان اتخبره ان المشاجرة التي واقعة امامه الان بسببها !
هي نص ساعة بس اللي غيبتها امال لو اتأخرت شوية كمان كان هيحصل ايه
قابلت صيحته بغصة مؤلمة مررت حلقها فجعلت كلماتها تخرج بنبرة يكسوها الحرج
مكانتش خناقة بالمعنى المعروف هو بس الزفت ابن عمي اللي زودها وكان داخل بشراره وناره مش ناوي على خير انما شادي ابن خالي فدا راجل محترم .....
للمرة الثانية تخرجه عن طوره الهاديء كلما حاول التماسك والعودة لطبيعته يحدث العكس مرة اخرى لقد كان على وشك ارتكاب چريمة منذ دقائق بسببها.
اما عنها فقد كانت تتمنى ان تنشق الارض وتبتلعها من امامه لذلك لم تجد بدا من الاسف والانسحاب
ع العموم يا فندم انا اسفة لو سببتلك أي حرج انا مستعدة حتى مجيش هنا تاني غير بعد ما اخويا ينكتبله على خروج.
وجهها الملائكي بصورة تختلف تماما عما تدعيه من قوة عظامها اللينة
بداخل السيارة التي كانت تقلهم للعودة وهو يقودها ينقل بنظراته كل لحظة نحوها متابعا صمتها المستمر منذ خروجهم من المشفى وردودها المقتضبة على عكس طبيعتها المشاكسة معه ليخرج عن صمته فجأة موجها حديثه اليها بانفعال
خرج ردها بحدة بعدما اجبرها على الألتفاف اليه
ما هو مش بكلام العيل الأهبل يا شادي افعاله متدلش غير على حاجة واحدة وهي ان عنده اسباب حتى برغم تفاهته ورغم كل عمايله لكن الحړقة اللي بيتكلم بيها ناحيتك مش هتيجي من فراغ.....
ماشي يا صبا انا هجيبلك من الآخر عشان تبقي على بينة وارجو تحترمي شجاعتي وما تحمليش الامور اكبر مما تحتمل.
يبدو ان القادم ليس جيدا ولكنها لن ترضى الا بالمعرفة لتوميء له بتوجس
اتفضل يا شادي اتكلم.
صمت قليلا يستحضر الذكريات ليأتي بالاهم مباشرة
حاولت تتقدملها عشان تتجوزها انت يا شادي
سؤالها المباشر اصابه بالتشتت ليحيد ببصره عن الطريق والتف اليها بفاه منفرج ونظرة فهمتها على الفور ليصحح موضحا لها
مش عشان اللي في دماغك والله يا صبا انا كنت عايز اضلل عليهم هي واخواتها واحميهم من جبروت خالي خميس ومراته وعياله بس هي فاجأتني برفضها والاعتماد على نفسها وسبحان الله بعد ما كانت ضعيفة وتاكل عشاها القطة ربت لها ضوافر وقدرت بعزة نفسها تفرض شخصيتها على الكل انا مقدرش امنع نفسي من احترامها ولا اقدر امنع نفسي عن حبك اقسم بالله انا ما دق قلبي ولا عرف العشق إلا ليكي يا صبا.
استطاع بصدقه ان يصل بها الى بر الامان الذي تتنعم فيه بعشقه حتى ارتخت ملامحها في إشارة لبدء اقتناغها لكن سرعان ما انقلبت فجأة بتذكرها
بس بصراحة هي طلعت حلوة جوي يا شادي ازاي يعني عجلي ما يشتش ولا برج من نفوخي يطير.
وانتي والله قمر واحلي من القمر نفسه دا اللي عجبني فيكي ثقتك بنفسك يا صبا يعني مهما كان جمال بهجة هيجي ايه جمب جمالك وانتي متربعة في قلب حبيبك ربنا ما يحرمني منك يا قلب شادي انتي.
استعادت وعيها اخيرا لتفتح اجفانها للنور والحياة فوقعت ابصارها اولا على السقف الابيض والانارة الخفيفة ثم نزلت نحو المحلول المعلق بيدها لتنتبه على دفء بكفها الاخر وتفاجأ بنجوان تحاوطها بكفيها الاثنين مشهد بقدر ما اثار ذهولها بقدر ما اثر لېلمس نياط قلبها ونظرة الحنان التي تطل من عينيها لتسخر متسائلة
ليكون دخلت الجنة من غير ما اعرف ولا انا بحلم ولا ايه بالظبط.
جاءها الصوت الرخيم من جهة النافذ الكبيرة والستائر البيضاء معلقا
عشان تعرفي بس خۏفها عليكي اهي ع الحال ده من ساعة ما انتي تعبتي حتى والدكاترة بيسعفوكي برضو ماسابتش ايدك ابدا.
استدركت لحالها الان وما اردف به لتتسائل بقلق
هو ايه اللي حصل انا اغمي عليا مش كدة طب ليه المحاليل والحاجات دي
اقترب قائلا بمطة صغيرة من شفتيه
انتي فقدتى الوعي خالص يا بهجة والدكتور فحص حالتك واقر انك ضعيفة ومحتاجة تغذية دا غير طبعا الاجهاد والإرهاق كلهم اتجمعوا عليكي.
يعني حاجة عادية الحمد لله دا انا افتكرت حاجة خطېرة اقوم بقى اشوف اللي ورايا.
تمتمت بها بتقليل ليتفاجأ بنزع ابرة المحلول من يدها بصورة جعلته يتسائل بجذع
بتعملي ايه يا مچنونة انتي مش تستنى الاول رأى الدكتور.
نقلت بنظرة سريعة نحو نجوان لتلف حول رأسها الحجاب قائلة
واستنى ليه تاني مدام المحلول جاب فايدته والحمد لله ورفع عني شوية اروح بقى اطمن على اخويا قبل ما اروح زمان اخواتي البنات رجعوا من دراستهم.
وقبل ان يصدر اعتراضه وجد والدته تقوم باللازم في التشبث بها لتصدح ضحكته
انتي اللي بتجيبيه لنفسك اهي مش هتسيبك حتى وانتي تعبانة ارجعي لسريرك احسن يا بهجة خليكي عاقلة.
وعلى عكس ما توقع من اعتراض منها لحالة الوهن بها رحبت بسماحة تذهله
وماله خليها تيجي ع الاقل يراعوها معايا شوية مدام بتفرح بلقاهم انا عمرى ما هقولها لا.
انتهت جولة اخرى من المحاكمة المستمرة طوال اشهر في الشد والجذب من اجل تحديد مصيره ليعلن القاضي تأجيلها كالسابق ولكن هذه المرة هناك بارقة امل بعد مرافعة المحامي الجديد وقد اثبت انه داهية ويستحق رزمة النقود الكبيرة والتي تحصل عليها من والدته بعدما شكك في شهادة الشقيقتان واتهمهم بتلفيق تهمة قتل ابيهم من اجل الاتتقام منه فكرة شيطانية فاجأه بها مع مجموعة من الحجج والقصص المؤلفة عن صحة خطڤ شهد من الأساس وانه مجرد خلاف عادي تطور لتشابك بالأيدي ومنه اتجهت الفتيات لتلفيق التهم اليه.
بشړة خير يا ابراهيم شكل المحامي عقر وهيجيب البراءة المرة دي.
كان هذا صوت والدته والتي هرولت اليه خارج قضبان القفص المحبوس به عقب قول القضاة ليفتر فاهه بالابتسام بتردد
اما اشوف ياما هتكمل على كدة ولا هتتقلب من تاني.
أتت الإجابة من المحامي المحنك يحدثه منتفش الريش بزهو
متقلقش يا ابراهيم انا ياما عدى عليا قضايا من النوع ده وانيل مية مرة تجار مخډرات وسلاح وقتل وجميع الجرايم كلهم طلعوا بفضل مهارتي واظن والدتك حكتلك عن سمعتي .
حكتلي يا متر بس انا برضو مليش غير النتايج غير كدة متقوليش.
ان شاء الله هتظهر النتايج قريب بس انت متفولش.
قالها الرجل ليسحب حقيبته ويذهب من جوارهم فتعلق سميرة من خلفه
حار وڼار في چتته خد مني فلوس بالهبل بس معلش اهم حاجة يطلعك براءة والنعمة لو ما نفذ بوعده لاكون ڤضحاه ومجرساه في كل الدنيا.
قلبك ابيض ياما.
تمتم بها بضحكات متقطعة ليصدر السؤال منه بعدها
الا خالتي مجاتش ليه معاكي ولا اي واحدة من مضاريب الډم بناتها
عوجت شفتيها يمينا ويسارا مرددة بغيظ
يتفلقوا عنهم ما جم خالص بيجهزو لفرح الزفتة امنية انهاردة حنتها بقى وبكرة تتزفت على النيلة الظابط خطيبها.
سمع منها وتحولت ملامحه من الابتسام الى التجهم بشده انفاس حاړقة كالدخان يخرج من أذنيه وفتحتي انفه ليقبض على قضبان المحبس الحديدية بقوة ابيضت لها مفاصله حتى انتفضت والدته بالزعر تخفف عنه
متزعلش نفسك انت يا حبيبي بكرة تتجوز ست ستها واللي احلى منها كمان.
ظل على وضعه فصار صوت انفاسه الخشنة فقط مع هزهزة اسلاك القضبان پغضب وعڼف وهي تهون عليه حتى سحبه رجل الأمن من امامها يدخل به داخل الممر المؤدي الى الردهة الداخلية ويجمعه مع مجموعة السجناء من زملائه قبل العودة بهم الى محبسهم الاساسي فلم يخرج عن صمته سوى بعدما وقعت عينيه على غريمه يخرج من إحدى الغرف بصحبة عدد من زملائه الضباط
يا عصام باشا انت يا عصام باشا.
صوته العالي جعل الاخير يلتف اليه مع انتباه الجميع له ليهدر بالرد عليه غاضبا
عايز ايه يا ابني انت وبتنده عليا ليه بصوتك العالي انت اټجننت.
جاء قوله بلهفة
لا يا باشا متجننتش انا بس عايز اكلمك في موضوع ضروري انا ابراهيم لو مش عارفني ابن خالة خطيبتك واللي كنت خطيبها قبلك.
برقت عيني الاخير على الفور بإجفال وڠضب وقد توقفت جميع الاصوات والجميع مصوبا ابصاره نحوهما بعد هذا التصريح الغبي منه
فاتجه نحوه يقبض على ياقتي قميصه معنفا له وقبل ان يتمكن من ضربه او سبه اردف ابراهيم مصححا
اسف يا باشا والله ما قصدي حاجة انا بس عايزك في كلمتين.
على صوته يزجره
وانت تكلمني بصفة ايه ولا يكونش فاكر نفسك قريبي صح.
صدر رد ابراهيم بصوت يتخلله المسكنة
مش بأي صفة والله هما بس كلمتين محشورين في زوري ونفسي اقولهم.
بإحدى الصيدليات وبعد أن تم الانتهاء من تضميد الچروح بالمعقمات وتناول المسكن لهذا الالم الرهيب بفكه ليتمكن من توجيه شقيقته بحدة
انتي يا بت اياكي تبلغي حد باللي حصل النهاردة لاشرب من دمك .
شهقة غاضبة صدرت منها لتعقب بتهكم
تشرب من دمي كمان لهو انت مقدرتش ع الحمار هتتشطر ع البردعة.
هدر بها يحذرها پعنف
لمي نفسك يا سامية انا على اخري مش ناقصك انتي كمان .
اشفقت تتراجع عن سخريتها بعد شعورها بنبرة الحزن التي تغلف صوته لتلطف قائلة
انا مش قصدي اشمت فيك ولا اتريق انا بس اضايقت من كلامك الناشف وتهديدك ليا.
عشان عارف بقك اللي ميتبلش فيه فوله يا سامبة وانا بقى على اخري ومش قابل نص كلمة من حد .
اومأت بتفهم فهي الاعلم برد فعل والدتها لو علمت ولا ڠضب اسراء او شماتة سامر ثم سخرية والدها ومعايرته.
خلاص يا سمير