الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه البجعه السوداء حصري لنور خالد

انت في الصفحة 22 من 30 صفحات

موقع أيام نيوز


الشعور عاد يهاجمه مره ثانيه .. انه شعور بشع يعلم بأنه عندما يأتي يأخذ معه شيء غالي ويرحل مسببآ الكثير من الخسائر له !..
صدر صوت الرساله .. فاستدار بوجهه ينظر الي هاتفه المضيء سيسمعه بالتاكيد ولكن ماذا سيحدث بعدها 
الټفت واستدار يسير بخطواته القويه الرزينه يلتقط هاتفه وبتردد ضغط علي زر التشغيل لتبدأ اول كلمه اول حرف يسمعه ..

ليبدأ الجليد بالذوبان اخيرآ والليل بالزوال والغيمه قد ذهبت وانكشف اسفلها لون السماء الصافي .. انهمر الجدار الذي كان يغلف قلبه ليتحرر قلبه ويبدأ بإعلان حربآ جديدة ..
إنتهي البارت البارت العشرون
بعض المواقف التي تحدث لنا نشعر وكأن الوقت قد توقف عليها لنري كل التفاصيل بوضوح كالشمس وكأن في هذا الوقت تنحفر كل التفاصيل داخل عقلنا فتصبح ذكري جديدة يصعب علينا نسيانها 
مقتبس من روايه البجعه السوداء 
نور خالد 
كان يحتل مقود السيارة ملامحه متجهمه .. غاضبه السيارة تسير بسرعة رهيبه حتي كاد يرتكب عده حوادث ولكنه يتفاداها بمهاره .. لا يستطيع سماع صوت ابواق السيارات الاخري وتذمر البعض عن طريقه قيادته كل ما يلوح بمخيلته واذنه تلك الحروف التي كانت تتسرب من التسجيل الصوتي وقد حدث ما يخشاه ! كانت لوالدته الحق في كل ما قالته الآن هو غاضب ولا يعلم لما غاضب هل من نفسه ام من تلك البجعه .. ام من الحړب الجديدة التي بدأت للتو وهو يعلم بأنه خاسر امامها لا محاله !..
أمسك بهاتفه پغضب جامح يحتل كل انش بجسده ليلعب بالازرار وهو يصف سيارته جنبآ ..
ليأتيه الرد ..
اردفت حياه بنبره هادئه خير يا مالك بيه
اردف مالك بنبره صوته الأمره القوية هترجعي الڤيلا
بضع ثوان وجاءه ردها الحاد بالرغم من هدوء وثبات نبرتها اسفه يا مالك بيه الاتفاق بيننا خلص عايز تكمل في طريق الاڼتقام اللي رسمته بس اتاكد انك خلاص خسړت .. انا مش هرجع الڤيلا وشكرا انك عالجت اخويا .. انا دلوقتي ناقص بظبط 3 دقايق والطياره تيجي ومش هتشوفني تاني الاتفاق بيننا انتهي
كان يسمع حديثها وانفاسه الساخنه تعلوا پغضب حتي صاح وكأنه طفل تائهه بين موجات الحياه اشتريتك بكام عشان تعملوا التمثلية دي 
استطاع ان يميز نبرتها الساخره وهي تردف بهدوء انت هتفوق امتي مش قادر تتقبل ليه حقيقة انها وقعت ضحېة زيها زيك و زي يارا هانم الله يرحمها فوق يا مالك بيه عشان متندمش لما تفوق متاخر الحقيقة واضحه قدامك زي الشمس
جزء كبير بداخله يرفض كل ما تتفوه به ليغلق الخط بوجهها ويقذف الهاتف بجانبه اسند رأسه للخلف وهو يشعر بالنيران تنهش قلبه وعقله.. ليحسم الامر وهو يمسك بهاتفه ليرسل رساله قصيرة الي ايسل وكان محتواها
وقفي اي حاجه بتعمليها واستنيني تحت انا جايلك ضروري !
ثم القي بهاتفه مجددا وادار المقود لتتحرك السياره تشق طريقها بين العابريين !..
تلقت للتو رسالته لتقف مذهوله من اختصاره بالكلمات وكأنه يأمرها نظرت للساعه فوجدت بأن موعد عرضها قد اقترب لذا شعرت بالتوتر الشديد وهي تسير ذهابآ وايابآ ..
دلفت فريدة بفستانها الجملي القاتم لتردف بجدية وابتسامه هادئه يلا يا ايسل جهزي نفسك الهام هانم بتقول العرض هيبدأ بعد 5 دقايق
نظرت لها ايسل بعينان متسعه بارتباك لتردف بتوتر لا لا مينفعش بعد 5 دقايق
تأملتها فريدة بشك لتقترب منها وهي تردف بهدوء جرالك ايه مش ده العرض اللي كنتي عايزاه في ايه 
اردفت ايسل بنبره قلقة مالك جاي مينفعش ادخل العرض ويجي بعدي ده مچنون ممكن يسحبني من وسط الناس
اتسعت عين فريدة وهي تردف بذهول وهو عايز منك ايه تاني
اردفت ايسل وهي تجلس علي الاريكه معرفش !
ارتفع رنين هاتفها برسالته المختصرة إنزلي
لتتنهد بتوتر وهي تقف منتصبه لتردف بتوتر وصل
اردفت فريدة طب روحيلة بسرعه قبل ما العرض يبتدي ونا هحاول اقول لألهام هانم اي حاجه لغايه م تيجي
اومأت لها ايسل وسارت بخطوات تشبه الركض للاسفل ..
صفت لارا سيارتها وهي تردف بأبتسامه هادئه توجهها الي والدتها التي تجلس بجانبها انا مبسوطة جدا انك جيتي معايا يا ماما
ابتسمت ليلي بحب وحنان واضح وهي ترفع اناملها تتحسس وجه صغيرتها بعينان لامعه لتردف بهدوء ولكن بدت نبرتها مخټنقه انا مش هسيبك تاني يا لارا انا اسفه يا بنتي
ابتسمت لارا وقد لمعت عيناها بالعبرات لتردف بهدوء اللي حصل حصل مش هنقدر نغيره دلوقتي مجبريين نعيش مع الواقع
فهمت ليلي مغزي جملتها الاخيرة فهي تقصد بهذا الواقع المرير هذا المالك .. ولكنها اقسمت بداخلها ان تنهي هذا الکابوس من حياة صغيرتها حتي اذا كان الامر علي حسابها هي فهي من بدأت هذا الامر .. وهي من ستنهيه يكفي ما جعلت صغيرتها تعانيه في هذا العمر الباكر !..
اردفت لارا وهي تلوح بيدها امام وجه ليلي ماما انتي معايا!!
انتبهت لها ليلي لتردف معاكي يا حبيبتي معلش سرحت شويه
اردفت لارا بمشاكسة مفيش وقت تسرحي يلا عشان العرض هيبدأ..
اومأو ليلي بابتسامه هادئه لتترجل خارج السيارة وتسير بضع خطوات شارده استدارت بتعجب وهي تميل للاسفل لتردف بتساؤل ايه مش هتنزلي
اردفت لارا هركن العربية وجايه وراكي
هزت ليلي راسها نافيه لتردف طيب اركنيها وندخل سوا ..
اومأت لارا بابتسامه هادئه ..
نزلت ايسل مهروله علي الدرج لتلمحه يقف بنهايه الممر بهيئته الطاغية والمهابه علي الجميع يبتسم ابتسامته الساخره والتي تجعلها تشعر بأنها كالحشرة امامه !
وقفت امامه وهي تردف بقوه مزيفه خير يا مالك بيه
اردف مالك بنبرته الحاده القوية انتي كلمتيني قبل كده عن ظرف موجود عند جمال جوز ليلي وان هيثم ومنار حاولوا يدخلوا وياخدوا الظرف ده
اومأت ايسل بإيجاب لتردف ايوه
أكمل مالك ومازال علي نفس نبرته الحادة انا عايز الظرف ده يكون معايا في اقرب وقت
اردفت ايسل بذهول اجيبه ازاي وانت خليتني امشي الخدامه اللي هناك !
اتسعت عين مالك وقد تذكر هذا الامر ليردف بضيق يعني مشيت!!
اومأت ايسل بنعم
ليستدير پغضب يمسح علي خصلات شعره السوداء بضيق ثم استدار يواجهها وقد لاح شيء ما بعقله ليردف بنبره جاشه خلاص انسي الموضوع انا مش عايزك تعملي اي حاجه انهارده ل لارا فاهمه 
اردف بكلمته الاخيرة بشيء من الحدة
لتردف بضيق وغيظ انا مستنيه اليوم ده من بدري
كرر مالك جملته بنبرته الحاده فاهمه!!
اومأت ايسل وهي تحاول ان تتجنب اعصار غضبه !
لتردف بضيق حاجه تاني 
ابتسم بسخريه ليردف لا
اومأت ايسل وهي تستدير وتصعد الدرج بغيظ وڠضب جامح ..
أما هو كان يراقبها وهي تهرول علي الدرج كمن لدغتها عقربه فابتسم ابتسامته الغامضة واستدار ينوي الرحيل ليتسمر مكانه وهو يراها تدلف امامه بهيئتها المهلكه !..
ها قد تمرد مجددآ وارتفعت دقاته ليبدأ بالشعور بالڠضب من نفسه مجددآ ..
لم يكن الوحيد من تسمر بمكانه فهي عندما رأته ارتفعت دقات قلبها وكانها تتسابق مع الزمن شعرت بأن كل شيء قد تلاشي من حولها
ولكن لحظه ! لم تري تلك النظره بعيناه نظره الكره او البغض بل هي تري نظره غريبة ولكنها تروقها جعلتها تشعر بالدغدغه اسفل معدتها وانفاسها تعلوا بخجل شعور غريب عليها مخيف ولكنه جميل ايضا !..
لتفيق من شرودها علي صوت ليلي وهي تاتي من خلفها لتردف بابتسامه وتلقائيه ايه يا لارا وقفتي ليه
ثم صمتت عندما نظرت الي محل انظار ابنتها لتبتلع الكلام بجوفها وقد تلقت اجابتها للتو اذن هذا هو ..
رفعت ليلي رأسها بشموخ وهي ترمقه بنظره هادئه قويه مصطنعه ..
كادت تسير وتسحب ابنتها ولكنها وقفت مثلها عندمأ رأته يقترب منهما بخطواته القويه الصارمه وع وجهه ابتسامه لا تبشر بالخير ..
عندما وجدته يقترب سحبت والدتها وسارت خطوتان وكأنها لم تراه لتردف بهدوء يلا يا ماما
لتجد قبضته تعتصر مرفقها بقوه يجبرها علي الثبات امامه ومواجهته ..
اردف مالك بصوته الحاد الساخر علي فين
ثم صمت ليسحب قبضته ويردف بسخرية موجهآ حديثة الي لارا تلك التي ترتعد خوفآ امامه علي حسب ما عرفت انك علي خلاف مع ماما امتي بقيتوا حلوين كده ايد متشبكه في الايد !
قال جملته الاخيرة وهو ينظر بسخرية الي يداهما المتشبكه ببعضهما
اردفت ليلي بنبره قويه مصطنعه انت عايز ايه !
نظر مالك صوبها وهو يشيح نظره بصعوبه عن تلك البجعه !
ليستجمع نفسه وهو يردف بكره الظرف !
رفعت لارا رأسها تواجه زرقه عيناه بعيناها المتسعه اثر صډمتها لتردف بحذر ظرف ايه
حول نظره اليها وهو يردف بصوته الحاد كالرعد متحاوليش انا سمعت كل التمثلية اللي عملتوها مع بعض .. ها قوليلي اشتريتوا حياة بكام عشان تعمل كده 
صډمه تلو الاخري تتلقاها بصمت وكانها كالصڤعات القوية لم تستطع ربط الغازه ببعضهما لتفهم ما يريده ولكنها نظرت الي والدتها لعلها قد فهمت شيء !
وما تعجبت له تلك الملامح الهادئه التي ترتسم علي وجه والدتها قد فهمت !!!
اردفت ليلي بقوه يعني انت زرعت جواسيسك في بيت بنتي !
صفق مالك بيده بقوه وهو يردف موجهآ حديثه الي لارا لا تعجبني ماما اوي فهمتني علي طول اهي
نظرت له لارا بكره وهي تردف بنبره مقززه يعني انت فعلا حطيت حد يتجسس عليا !
لم يهتم بنبرتها فقط نظرتها الكارهه له جعلت شيء بداخله يريد التراجع ولكن بالرغم من ذلك الشعور 
وضع قناع الكره واكمل في تمثليته ليردف بقوه وبنبره حاده يوجه حديثه لهما الظرف يكون عندي بكره الصبح ..
اومأت ليلي بإطاعه لتردف وهتبعد عن بنتي
بداخله صوت اجفله ليردف بغموض وهو ينظر الي لارا في هذا الوقت نظرت هي اليه لټغرق في زرقه عيناه .. نظرته لها جعلت قلبها يقرع كالطبول وتوردت وجنتاها بشيء من الخجل ..
ليردف بنبره غريبة وهو يشيح نظره بعيدآ عنها يمكن
نظرت له ليلي تحاول ان تكتشفه اكثر وسرعان ما ابتسمت ابتسامه خبيثة وقد فهمت ما يجول بداخله ! علمت بانه مشتت ومعه كل الحق في ذلك فهو قد فقد انسانه غاليه علي قلبه !
اردفت ليلي متجاهله كلمته المختصره انا هجيبلك الظرف
نظرت لها لارا وهي متسعه العينان لتردف بصوت مخټنق لا ! ازاي هتروحيلة تاني
تجاهلتها ليلي لتردف موجهه حديثها الي مالك الظرف هيكون معاك بكره بس تبعد عن بنتي
ابتسم ابتسامته الغامضه وهو يتجاوزهما بخطوات سيرة القوية ..
لتلتفت ليلي الي لارا تواجهها
لتصيح لارا بصوت عال انا مستحيل اسيبك تروحيله تاني انتي عارفه ده لو عرف انك سمعتيلي هيعمل ايه 
كانت تتحدث وجسدها يرتعش خوفآ فهي تخشي وبشده فقدانها ..
ابتسمت ليلي وهي تضع كلتا من يدها علي وجنتي صغيرتها بتفهم لتردف بصوت هادئ وحنون اهدي يا لارا مټخافيش تاني من اي حاجه احنا عايزين ننهي الکابوس ده ونعيش
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 30 صفحات